سمير حماد: القراءة والمتابعة السياسية والإبداعية لا تصنعان كاتباً أو سياسياً بالضرورة، لكن الفعل والعمل هما الداعمان الأساسيان للقول، وإخراجه إلى العلن لمواجهة السائد والمسكوت عنه. ولا يمكن العمل بعشوائية دون الارتكاز على نهج أو نظرية، فالفكر والثقافة ضروريان لتجنب مطبات المسير ووعورة دروب التغيير.
هناك فرق كبير بين ثقافة السؤال وثقافة الفعل، أي بين النظرية والتطبيق، مع الاعتراف بضرورة كل منهما للآخر. فالنظرية تفقد جدواها خارج إطار التطبيق، وتتحول إلى ثرثرة عبثية. فهل يعيش العالم عبثيته الكبرى؟ نهاره عتمة طاغية، وليله زاخر بأضواء العدم. باتت الحياة مغامرة لا تستمر إلا بالمقامرة. الموت والحياة وجبة متعفنة على مائدة العصر، والناس يتغنون بجمال القبح، والكثيرون ينعتون الجمال بالقبح.
نشهد استمرار جدلية الخطأ والصواب، الفكرة ونقيضها، اللون ونقيضه، واستمرار صراع الذات مع الذات ومع الآخرين، والأطراف مع القلب، والنقل مع العقل. المستقبل مجرد حاضر آخر لم يولد بعد، لكنه بالتأكيد سيولد، وهو جواب لكل الأسئلة التي يطرحها الحاضر، والأسئلة التي لم تطرح بعد.
ولكن، وكما قالت أحلام مستغانمي في "ذاكرة الجسد": (كيف يمكن لإنسان بائس فارغ وغارق في مشكلاته اليومية التافهة وذو عقلية متخلفة عن العالم بعشرات السنين أن يبني وطناً أو أن يقوم بثورة ما؟). (موقع اخبار سوريا الوطن-1)