أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، على أهمية التنسيق الأمني مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن البلدين يواجهان عدواً مشتركاً يتمثل في تنظيم "الدولة الإسلامية".
في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أوضح السوداني أن العراق حذر سوريا من تكرار الأخطاء التي حدثت في العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، والتي أدت إلى فراغ أمني وعنف طائفي وصعود الجماعات المتطرفة. ودعا القيادة السورية إلى السعي نحو "عملية سياسية شاملة تضم جميع المكونات والطوائف".
كما شدد السوداني على رفض العراق لتقسيم سوريا أو أي وجود أجنبي على أراضيها، وأدان التوغلات الإسرائيلية جنوبي سوريا.
وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، في 6 من حزيران الماضي، على أهمية بقاء قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في الأراضي السورية، معتبراً أن أمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن سوريا. وأشار العباسي في مقابلة مع قناة "العربية" إلى استمرار التنسيق مع التحالف الدولي، وأنه لم يتلق أي إشعار بشأن تغيير مواعيد انسحاب قوات التحالف، أو أي طلب لزيادة عدد القوات الأمريكية.
وفي 1 من نيسان الماضي، بحث الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تطوير العلاقات الثنائية وفتح صفحة جديدة بين البلدين، وذلك خلال اتصال هاتفي. وأكد الجانبان على أهمية التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية ومنع التوتر في المنطقة، وتعزيز التنسيق الأمني لمنع أي تهديدات قد تؤثر على استقرار البلدين.
وفي تطورات أخرى، تحول موقف العراق من التلويح بالتدخل في سوريا إلى حالة من "النأي بالنفس"، مع تعزيز القوات الأمنية العراقية للحدود لمنع تسلل المجموعات "الإرهابية". من جانبها، أصدرت "القيادة العامة" في سوريا تطمينات لدول الجوار بعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وشهدت العلاقات بين البلدين تحركاً رسمياً بزيارة رئيس الاستخبارات العراقي، حميد الشطري، إلى دمشق في 26 من كانون الأول 2024، ولقائه الشرع. كما زار وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بغداد في 14 من آذار الماضي، لمناقشة قضايا مشتركة مثل ملف الحدود، والعراقيين في المخيمات التي تضم مقاتلين من تنظيم "الدولة الإسلامية" وعوائلهم، وضباط النظام السابق الموجودين في العراق.