الأحد, 23 نوفمبر 2025 04:46 PM

العراق يشدد قبضته الأمنية: إنجاز 350 كيلومترًا من الجدار الحدودي مع سوريا

العراق يشدد قبضته الأمنية: إنجاز 350 كيلومترًا من الجدار الحدودي مع سوريا

أعلنت قيادة قوات الحدود العراقية عن إنجاز نحو 350 كيلومترًا من الجدار الأمني الخرساني على الحدود العراقية-السورية، مع استمرار العمل على سد الثغرات المتبقية لمنع التسلل والتهريب بين البلدين.

بدأت أعمال إنشاء التحصينات على الحدود العراقية-السورية في عام 2022، على امتداد شريط حدودي يزيد طوله عن 618 كيلومترًا، وفقًا لما ذكرته القيادة لـ”وكالة الأنباء العراقية” (واع) يوم السبت 22 تشرين الثاني.

يتضمن الجدار الكونكريتي منظومة موانع متعددة، تشمل خندقًا شقيًا بعرض 3 أمتار وعمق 3 أمتار، وساترًا ترابيًا بارتفاع 3 أمتار، ومانعًا منفاخيًا رباعي الطبقات، وسياج (BRC) معدنيًا، حسب توضيح قيادة الحدود العراقية.

يحتوي الجدار على أبراج مراقبة تفصل بينها مسافة كيلومتر واحد، ومجهزة بكاميرات حرارية متطورة مرتبطة بمنظومة مراقبة مركزية.

أكدت القيادة العراقية أن التحصين الحدودي لا يقتصر على السور الخرساني، بل يشمل شبكة دفاعية متكاملة تتضمن خنادق، وأسلاكًا شائكة، ومنظومات إنذار مبكر، بالإضافة إلى استخدام كاميرات حرارية عالية الدقة، وأجهزة مراقبة ليلية ونهارية تعمل على مدار الساعة.

يستمر استكمال التحصينات من خلال التعاقد مع الشركات، والاعتماد على المعمل الكونكريتي التابع لقيادة قوات الحدود، والذي ينتج يوميًا نحو 200 صبة كونكريتية بمواصفات فنية “عالية”.

خطة لتوسيع الجدار

أعلنت وزارة الداخلية العراقية في 5 تشرين الثاني عن خطة لتوسيع بناء جدار أسمنتي على حدود العراق مع سوريا.

ذكر قائد قوات الحدود العراقية، محمد عبد الوهاب سكر، أن الخطة تتضمن بناء جدار “كونكريتي” (أسمنتي) يمتد لأكثر من 100 كيلومتر، شمال وجنوب نهر الفرات، بين منطقة طريفاوي غربي محافظة الأنبار العراقية المقابلة لمدينة البوكمال بريف دير الزور.

يُعد هذا الإجراء الثاني من نوعه الذي تتخذه بغداد بعد إكمال جدار أمني إسمنتي وأسلاك شائكة نهاية العام الماضي بين بلدة ربيعة ومدينة سنجار بمحافظة نينوى العراقية مقابل مدينة الحسكة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

أضاف سكر أن تشييد الجدار “الكونكريتي” مع سلسلة التحصينات الأمنية الأخرى بين نينوى والحسكة، “أسهم في تحقيق ضبط كبير للحدود العراقية-السورية، لم يشهد له مثيل طوال تاريخ الدولة العراقية”.

أشار بيان الداخلية العراقية إلى أن قائد قوات الحدود زار قاطع ألوية الحدود السابع ولواء المغاوير في منطقة طريفاوي غربي محافظة الأنبار، تمهيدًا لبدء العمل بإنشاء الجدار الأسمنتي الفاصل بين الحدود السورية والعراقية.

ما الغرض؟

أرجع الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي كاظم ياور، في حديث سابق إلى عنب بلدي، بناء الجدار بين البلدين إلى أسباب أمنية، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة من الحدود تشهد نشاطًا لمنظمات تعمل في تجارة المخدرات، إضافة إلى الحد من عبور عناصر من تنظيم “الدولة” من سوريا نحو العراق.

استبعد الباحث أن تكون الخطوة العراقية تستهدف جهة محددة كـ”قسد” مثلًا، إذ يرى أن أكثر ما يقلق في المنطقة هو نشاط خلايا التنظيم، التي تنتقل بين ضفتي الحدود.

أضاف أن الجدار سيمتد لفصل الحدود العراقية عن مناطق يسيطر عليها النظام السوري و”قسد”، بالتالي لا يمكن حصر أهدافها بجهة محددة.

قال وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، خلال مقابلة مصورة مع قناة “الرابعة” العراقية، إن أسباب بناء “جدار كونكريتي” (أسمنتي) مع سوريا يرجع إلى أن العراق لا يواجه دولة على الجانب الآخر من الحدود إنما “ميليشيات”.

أضاف أن تنظيم “الدولة” لا يزال ينتشر في المنطقة، ولا تزال مخاوف العراق أن يجري اختراق الحدود بالقوة، يتبعها عبور مجموعات مسلحة نحو الأراضي العراقية من سوريا، على عكس الحدود التي تجمع العراق مع دول أخرى، التي لا تعتبر فيها هذه الاحتمالات واردة.

مشاركة المقال: