السبت, 5 يوليو 2025 01:53 AM

الكشف عن الهوية البصرية الجديدة لسوريا: دلالات الشعار وتاريخه

الكشف عن الهوية البصرية الجديدة لسوريا: دلالات الشعار وتاريخه
أطلقت سوريا مساء أمس هويتها البصرية الجديدة، والتي يظهر فيها العقاب الذهبي السوري كشعار جديد للبلاد. يهدف التصميم الجديد إلى تجسيد معاني عصرية مع استحضار الماضي للدلالة على استعادة الدولة، والنظر إلى المستقبل بمفاهيم تأخذ في الاعتبار التغيرات الأخيرة. رمز العقاب الذهبي السوري بين الماضي والحاضر في التاريخ الإسلامي، ارتبط العقاب بفتح الصحابي الجليل خالد بن الوليد للشام في معركة "ثنية العقاب". وفي تاريخ سوريا الحديث، كان "العقاب الذهبي السوري" امتداداً لما أسسه الآباء المؤسسون سنة 1945، والذي جسّده المصمم والفنان التشكيلي السوري خالد العسلي، ليكون شعاراً للجمهورية العربية السورية. بين العقاب القديم والجديد.. ما الذي تغير؟ مثّلت ثورة عام 2011 أول انخراط حقيقي للشعب السوري بالسياسة منذ خمسة عقود، وقد دفع السوريون ثمناً باهظاً من الشهداء والمهجرين والمعتقلين والجرحى على مدى أربعة عشر عاماً. وقد ساهمت هذه الثورة في كسر القيود التي حالت بينهم وبين حريتهم وسيادة قرارهم السياسي كمواطنين وأصحاب أرض وتاريخ عظيم. كان من الضروري إعادة تعريف علاقة الدولة بالشعب بطريقة جديدة، وهو ما عبّر عنه السيد الرئيس أحمد الشرع بقوله: "حكومة منبثقة من الشعب وخادمة له". رمزية تحرر النجوم الثلاث أنهى التصميم الجديد الصهر القسري بين الدولة والشعب، وأعاد ترتيب علاقتهما بما يتماشى مع ظروف الحاضر وآمال المستقبل. تحررت النجوم الثلاث التي تختصر العلم شكلاً، والشعب مضموناً، وأخذت موقعاً يعلو العقاب، الذي يختصر الدولة، بعد تحريره من صفته القتالية "الترس". هذا الشعب، الذي يعانق في طموحاته نجوم السماء، تحرسه دولة تذود عنه، وتؤمن له كل ما يحتاج ليصعد في دوره التاريخي بعد أن كان مغيباً لعقود، وهو، بنجاته المتوقعة، يؤمن لهذه الدولة إشعاعها ونهضتها، ويحميها عند أي خطر داهم، إذ تعتلي النجوم رأس العقاب وتحيط به. وحدة الأرض ووحدة الهوية السورية ينسدل ذيل العقاب بخمس ريش، تمثل كل منها إحدى المناطق الجغرافية الكبرى: الشمالية، الشرقية، الغربية، الجنوبية، والوسطى، إنها راية الوحدة السورية في أبهى صورها. أما أجنحة العقاب، فليست بهيئة الهجوم ولا الدفاع، بل في حالة اتزان:
  • يتكون كل جناح من سبع ريش، ليكون المجموع أربع عشرة ريشة تمثل محافظات سوريا مجتمعة.
  • هذه التوزيعة الرمزية، والمتناظرة بشكل منتظم، تؤكد أهمية كل محافظة سورية ودورها في استقرار الدولة.
  • ولهذا، بات شعار سوريا الجديد عقداً سياسياً بصرياً، يربط وحدة الأرض بوحدة القرار.
سوريا.. من الدولة الأمنية إلى الدولة الحارسة تتركز اهتمامات الدولة الجديدة على التعليم، والصحة، وتوفير البنية التحتية، والتشريعات اللازمة لنهضة اقتصادية بالاعتماد على الطاقات الكامنة للشعب السوري، مما يرسّخ مفهوم "الدولة الحارسة"، التي تحمي الشعب وتوفر له شروط النهضة والازدهار، خلافاً لـ "الدولة الأمنية"، التي كانت تتربع على عرش القمع والفساد والإجرام في عهد النظام البائد. الرسائل الخمس التي يحملها الشعار الجديد
  1. الاستمرارية التاريخية: العقاب ليس انقطاعاً، بل هو امتداد لتصميم 1945، وتأكيد أصالة الهوية السورية عبر الزمن.
  2. تمثيل الدولة الجديدة: العقاب هو سوريا الجديدة، دولة حديثة منبثقة من إرادة شعبها.
  3. تحرر الشعب وتمكينه: تحرر النجوم هو تحرر الشعب.
  4. وحدة الأراضي السورية: إذ يشير ذيل العقاب، المكوّن من خمس ريش، إلى المناطق الجغرافية، التي لا تفاضل بينها، ولا إقصاء، بل تكامل.
  5. عقد وطني جديد يحدد العلاقة بين الدولة والشعب.
هذا العمل أُنجز بجهود سورية أصيلة، ربطت بين التاريخ، والفن، والإرث الثقافي والحضاري، الذي رسم هوية الإنسان السوري وشخصه لعقود طويلة، طُورت الهوية البصرية بما يتلاءم مع تطلعات السوريين وقيمهم العليا، التي كانت أساس الثورة السورية المباركة، وحافظ السوريون عليها حتى تاريخ اليوم. (اخبار سوريا الوطن 1-وكالة سانا)
مشاركة المقال: