الخميس, 27 نوفمبر 2025 03:21 PM

المشروع الوطني لإنتاج شتول البصل: خطوة لتعزيز الاكتفاء الذاتي في سوريا

المشروع الوطني لإنتاج شتول البصل: خطوة لتعزيز الاكتفاء الذاتي في سوريا

أطلقت المؤسسة العامة لإكثار البذار المشروع الوطني لإنتاج شتول البصل للموسم الحالي، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي وتلبية احتياجات السوق المبكرة من هذا المحصول الحيوي. يهدف هذا المشروع إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير فرص عمل إضافية في القطاع الزراعي.

أوضح مدير المشروع، بكري حاج خليل، في تصريح لوكالة سانا، أن المشروع يتم تنفيذه في محافظة حلب ضمن مشاتل المؤسسة، حيث تمت زراعة مساحة تقدر بـ 3000 متر مربع لهذا الغرض. وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى تزويد المزارعين بشتول بصل عالية الجودة وخالية من الأمراض بأسعار مناسبة، تمهيدًا لزراعتها في الأراضي المستديمة والحصول على إنتاج وفير ومبكر. وأضاف أن سعر البيع يختلف حسب الصنف ويحدد بالمتر المربع، ويقدر بـ 2 دولار للمتر.

يعتمد المشروع، وفقًا لحاج خليل، على إنتاج شتول البصل من بذور أصناف مرغوبة لدى المزارعين، من خلال زراعة البذور في المشاتل وتوفير الظروف اللازمة لإنباتها حتى تصبح شتولًا جاهزة للزراعة، ثم نقلها وزراعتها في الأرض الدائمة. وأشار إلى أن مدة تجهيز الشتول تتراوح بين 60 و80 يومًا، ليتم بعدها نقلها إلى الحقول الدائمة.

رفع الإنتاجية وتحسين جودة الثمار

يهدف المشروع، بحسب حاج خليل، إلى إنتاج شتول لأصناف مناسبة ومدروسة من حيث السلوك الإنتاجي وملاءمتها للظروف البيئية، على أن تكون الشتلات ذات مجموع جذري قوي وطول لا يقل عن 10 سم وبأربع ورقات حقيقية، إضافة إلى خلوها من الأمراض وتمتعها بالصلابة والتجانس. وأشار إلى أن المشروع يساهم في رفع الإنتاجية وتحسين جودة الثمار، مما ينعكس إيجابًا على المزارعين والمستهلكين.

وبين حاج خليل أن المؤسسة تتخذ خطوات عدة لضمان جودة الشتول المنتجة، تشمل اختيار أفضل أصناف البذور ذات نسب إنبات عالية، ومراقبة المشاتل بشكل دوري، ووضع برامج دقيقة للتسميد والمكافحة لضمان نمو سليم وخالٍ من الآفات. وتوقع أن يبلغ إنتاج المشروع نحو 6 ملايين شتلة تكفي لزراعة 8 هكتارات من الأراضي المستديمة، بمعدل يتراوح بين 70 و80 شتلة في كل متر مربع.

إنتاج مبكر وعالٍ الجودة

وفقًا لحاج خليل، توفر زراعة البصل اعتمادًا على الشتول مزايا عديدة، أبرزها الحصول على إنتاج مبكر وعالٍ الجودة، والحصول على ثمار ذات جودة عالية، ومتجانسة من حيث الحجم، إضافة إلى التقليل من عمليات التعشيب المكلفة عن طريق حراثة الأرض قبل الزراعة وإضافة مبيدات البذور مثل (التريفلان).

ويواجه المشروع حسب حاج خليل بعض التحديات، أبرزها ارتفاع تكلفة التشتيل نتيجة عدم توفر آلات متخصصة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف إنشاء مشاتل خاصة لدى المزارعين، مشيراً إلى أنه يمكن مضاعفة المساحات المزروعة، في حال تأمين مستلزمات الإنتاج، مع زيادة الطلب على شتول بصل “البانكو” الفرنسي التي تحتاج لزراعتها ضمن بيوت محمية.

وبين حاج خليل أن من أهم المستلزمات المطلوبة هي تأمين عدد من البيوت المحمية لزراعة الشتول داخل لبيوت بمساحة لا تقل عن 10 آلاف متر مربع، وتوفير آلات تشتيل مخصصة تخدم المنطقة وترفع من كفاءة العمل.

بدأت المؤسسة هذا المشروع عام 2022، ويُزرع فيه سنوياً عروتين، صيفية وشتوية، وتزرع العروة الصيفية حالياً، أما العروة الشتوية فتبدأ في الأول من كانون الثاني، ويتم تسليم الشتول ما بين الـ 10 والـ 15 من آذار للمزارعين المسجلين لديها.

مشاركة المقال: