الخميس, 8 مايو 2025 07:01 PM

انخفاض كبير في أسعار الأحذية الأوروبية المستعملة بدمشق: ما الأسباب وما تأثيره على السوق؟

انخفاض كبير في أسعار الأحذية الأوروبية المستعملة بدمشق: ما الأسباب وما تأثيره على السوق؟

خاص|| شهدت أسواق دمشق انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الأحذية الأوروبية المستعملة ("البالة")، ويعزو التجار ذلك إلى "إزالة الحواجز التي كانت تفرض الأتاوات والضرائب".

في جولة لمراسلة "أثر" في أسواق الإطفائية والفحامة، تبيّن أن الانخفاض يشمل الألبسة والأحذية على حد سواء. فقد انخفض سعر حذاء الرياضة الرجالي إلى حوالي 150 ألف ليرة سورية بعد أن كان يصل إلى 400 ألف ليرة قبل أشهر. كما انخفض سعر الجزمة النسائية (جلد طبيعي) إلى 125 ألف ليرة بعد أن وصل إلى 300 ألف ليرة. أما الحذاء الولادي، فقد انخفض من 150 ألف ليرة إلى 60 ألف ليرة سورية. وسجل الصندل الصيفي النسائي 100 ألف ليرة، والرجالي 80-90 ألف ليرة، بينما انخفض الصندل الولادي إلى 50-60 ألف ليرة بعد أن كان بـ 200 ألف ليرة سورية.

أوضح أحد تجار البالة (فضّل عدم الكشف عن اسمه) أن السبب الرئيسي لانخفاض الأسعار هو عدم خضوع الأحذية للضرائب والجمارك المرتفعة كما في السابق. وأضاف: "أجور النقل كانت تتجاوز 100 دولار، ولولا أجور النقل والرشاوى التي كانت تدفع على الحواجز لكان سعر القطعة 50 ألف ليرة، حيث كان سعر الحذاء يتجاوز راتب موظف لشهرين". وأشار التاجر إلى أن الأسعار انخفضت بنسبة 50% تقريباً عما كانت عليه.

وأكد أبو طارق (صاحب محل بالة) أن أسعار الألبسة انخفضت أيضاً، حيث انخفض سعر البلوزة النسائية إلى 40 ألف ليرة بعد أن تجاوز سعرها 100 ألف ليرة، وهو الحال نفسه مع الأحذية. وأضاف: "زاد الإقبال على الشراء، مما أدى إلى خسارة كبيرة لتجار الأحذية الجديدة بسبب توقف حركة البيع لديهم نتيجة الظروف الصعبة". وتابع: "اليوم تستطيع الأم شراء حذائين بـ 150 ألف ليرة لأولادها، بينما الجديد المعروض في المحلات سعره 150-200 ألف ليرة حسب بلد المنشأ".

وذكر أبو طارق أن البضاعة تأتيهم عن طريق الشمال، خاصة بعد فتح الحدود بين معظم الدول، مؤكداً: "لا ضرائب ولا جمارك ولا رسوم".

وأشارت ميس (موظفة) إلى أنها لمست فرق الأسعار، قائلة: "اشتريت مؤخراً حذاء من سوق البالة وكنت قد رصدت له مبلغ 175 ألف ليرة، إلا أنني تفاجأت بأن السعر انخفض للنصف، فتحمست واشتريت حذائين بسعر واحد". وأضافت: "الأسعار أصبحت منطقية وبإمكاننا المساومة".

وفي وقت سابق، قال أمين سر جمعية حماية المستهلك في دمشق، عبد الرزاق حبزة: "موضوع ألبسة البالة شائك جداً، ففي السابق كان من يستوردها بعض الجهات التي لها صلة مع السلطة، وكانت أسعارها مرتفعة وتوازي الملابس الجديدة بسبب دفع الأتاوات".

وأضاف أن "كميات كبيرة بدأت تدخل من ملابس البالة بمختلف الأصناف نتيجة التغيرات الحاصلة بعد سقوط النظام، وتكفي لفترات زمنية طويلة". وتابع: "الملابس تدخل بشكل عشوائي وفوضوي عبر الحدود المفتوحة، مثلها مثل المنتجات الغذائية والمحروقات، ولا يمكن معرفة مصدرها بشكل دقيق"، مشيراً إلى أن عدم وضع رسوم جمركية عليها يحرم الخزينة من إيراداتها. وأشار إلى أن انخفاض أسعارها يرجع إلى عدم دفع الإتاوات، وانخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية.

مشاركة المقال: