السبت, 8 نوفمبر 2025 02:51 AM

بانياس تحت وطأة الغلاء: السكان يصارعون للبقاء في ظل أزمة معيشية خانقة

بانياس تحت وطأة الغلاء: السكان يصارعون للبقاء في ظل أزمة معيشية خانقة

تفاقمت معاناة سكان مدينة بانياس بشكل حاد، حيث أرهقهم الغلاء الفاحش وتدهورت قدرتهم الشرائية، وسط غياب شبه كامل للدعم الإنساني وانخفاض الدخول إلى مستويات لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للحياة.

في هذا السياق، يجد الأهالي أنفسهم مجبرين على الاعتماد على الذات في "تدبير الحال"، حتى لو كان ذلك على حساب وجبات الطعام أو التدفئة خلال فصل الشتاء القارس. يقول أبو سيف، أحد سكان بانياس، في حديث لمنصة: "العالم بشكل عام متعبة جداً، لقد أثقل الغلاء كاهلنا، والوضع أصبح لا يُطاق".

ويوضح أبو سيف أن تكاليف المعيشة تجاوزت قدرته، على الرغم من امتلاكه أرضًا زراعية وإعالته لأسرة موظف، مضيفًا: "إيجار المنزل وحده يبلغ مئتي دولار، فكيف لي أن أُدبّر أمري؟".

لم تقتصر الأزمة على السكان الأصليين، بل امتدت لتشمل آلاف العائلات النازحة التي وصلت إلى بانياس من مناطق الشمال السوري هربًا من حرب النظام السابق على السوريين، ليجدوا أنفسهم أمام واقع لا يقل قسوة.

وقد صُدم العديد من النازحين بارتفاع تكاليف الإيجار والمواد الأساسية، مما دفع بعضهم إلى العيش في خيام متهالكة على أطراف المدينة، بدون كهرباء مستقرة أو وسائل تدفئة كافية.

وينقل أبو سيف عن عدد من الأهالي أن بعض العائلات لم تعد قادرة حتى على توفير ثمن "ربطة خبز"، في ظل رواتب لا تتجاوز مئات الليرات السورية، بينما ترتفع الأسعار يومًا بعد يوم. ويوضح نقلاً عن أحد المقيمين: "الناس تحاول تدبير أمورها بحسب إمكاناتها، لكن هناك من لا يملك حتى ثمن ربطة خبز".

مع اقتراب فصل الشتاء، تتفاقم المخاوف من كارثة إنسانية صامتة. فالمصروف الشهري للأسرة في هذه الفترة لا يقل عن 200 دولار أمريكي، وهو مبلغ يفوق بكثير ما يتقاضاه الموظفون أو المتقاعدون. وفي هذا الصدد يقول أبو سيف: "الراتب لا يكفي لتغطية مصروفات الحياة اليومية، فالناس تحت خط الفقر وتعاني أشد المعاناة".

يزيد من حدة الأزمة الغياب شبه الكامل للمنظمات الإنسانية عن المدينة. وبحسب أبو سيف، فإن بعض المنظمات الدولية زارت بانياس مرة أو مرتين فقط منذ عدة أشهر، دون أن تترك أثرًا ملموسًا على الأرض. هذا الغياب ترك فراغًا كبيرًا في شبكة الأمان الاجتماعي، مما جعل المجتمع المحلي يعتمد كليًا على مبادرات فردية أو مساعدات خجولة من جمعيات محلية، لا تكفي لسد جزء يسير من الاحتياجات المتزايدة.

في النهاية، تختصر جملة أبو سيف معاناة آلاف الأسر في بانياس: "الناس بشكل عام متعبة جداً". فبين الغلاء، وضعف الدخل، وغياب الدعم، وبرد الشتاء، يعيش سكان المدينة على حافة الانهيار، منتظرين يدًا تمدّ لهم، أو حتى نظرة اهتمام من الجهات المعنية والخدمية.

مشاركة المقال: