الجمعة, 4 يوليو 2025 07:43 AM

بعد سنوات من البحث: اعترافات تكشف مصير راكان الغندور.. قُتل خنقًا على يد عنصر من الحرس الجمهوري

بعد سنوات من البحث: اعترافات تكشف مصير راكان الغندور.. قُتل خنقًا على يد عنصر من الحرس الجمهوري

في منطقة قدسيا، ألقت قوات الأمن الداخلي القبض على المدعو "كامل منقاش"، وهو عنصر سابق في الحرس الجمهوري بمنطقة جديدة وادي بردى، بتهمة اغتيال الشاب "راكان الغندور" في عام 2014. اعترف منقاش خلال التحقيقات بمسؤوليته المباشرة عن الجريمة، موضحًا أنه قام بخنق الضحية بعد استدراجه إلى أحد المكاتب بناءً على أوامر من ضابط في الحرس الجمهوري آنذاك.

كما كشف القاتل عن مكان دفن جثمان الشهيد، مؤكدًا أنه تم لفه ببطانية ودفنه في منطقة جبلية نائية خارج المدينة. وتعتبر هذه العملية خطوة مهمة في إطار جهود قوى الأمن الداخلي المستمرة لملاحقة مرتكبي الجرائم التي وقعت خلال فترات التوتر الأمني، بهدف تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.

ظلّت عائلة الشهيد "راكان" تبحث عنه لسنوات، معتقدة أنه لا يزال حيًا، حيث دفعوا مبالغ طائلة لـ "سماسرة المعتقلين"، وباعوا ممتلكاتهم، بما في ذلك سيارات وأراضٍ، بناءً على معلومات كاذبة تفيد بأنه محتجز في سجن عدرا، ليكتشفوا في النهاية أنه قُتل منذ البداية، بحسب ما كشف شقيق الشهيد.

وفي شهادته، التي أدلى بها أمام عناصر الأمن، روى القاتل تفاصيل الجريمة، قائلاً إنهم استدعوا "راكان" إلى المكتب في 14 آب 2014، وحاولوا تقييده لكنه قاوم، مما دفعهم إلى استخدام سلك غسيل لخنقه. ثم لفوا جثته ببطانية ونقلوها في سيارة خاصة إلى منطقة جبلية حيث تم دفنه سرًا.

تندرج هذه الجريمة ضمن سلسلة من الانتهاكات التي وقعت خلال الحرب، بما في ذلك حوادث الإخفاء القسري والقتل خارج القانون بحق المدنيين، خاصة في المناطق التي شهدت توترًا أمنيًا أو احتجاجات.

تشير شهادات ناشطين إلى أن بلدات مثل جديدة الوادي وأشرفية الوادي كانت معاقل لعناصر موالية للنظام، تضم ميليشيات من الشبيحة والدفاع الوطني، وقد شارك بعضهم في حصار وتشريد سكان قرى ثائرة في وادي بردى مثل بسيمة وعين الفيجة.

كتب الناشط "مصطفى معروف" أن "جديدة الوادي وأشرفية الوادي مليئتان بالشبيحة الذين ساهموا في مأساة أهالي وادي بردى، وما زلنا ننتظر حملة أمنية تُنهي وجود هؤلاء المجرمين".

وعلق "محمد حيفاوي": "لا تدعوا الرحمة تغلبكم على من لا يعرف الرحمة. لا تنسوا الجرائم المقززة التي ارتكبوها، فالذاكرة المؤلمة جزء من العدالة".

وذكر "مصطفى س" أن آلاف الجثث قد تكون مدفونة في مناطق مثل قدسيا والديماس، خاصة في المناطق الجبلية المحيطة بمركز القوات الخاصة، مشيرًا إلى احتمال وجود مقابر جماعية.

أما "منذر أبو الوفا"، فشارك مأساة شخصية مؤلمة، حين قال: "أخي قُتل تحت التعذيب، وعندما علم والدي بالخبر انطفأت الدنيا في عينيه، وتوفي بعد ستة أشهر من الحزن".

وقال "محمود عمر": "لم يكتفوا بقتل أخي بالقصف، بل قاموا بجرف المقبرة التي دفناه فيها مع مئات الجثث. لا إنسانية ولا ضمير لديهم".

تؤكد هذه الشهادات والاعترافات أن ملف العدالة الانتقالية في سوريا لا يزال مفتوحًا، وأن هناك حاجة ماسّة إلى محاسبة الجناة، وإعادة الحقوق لأهالي الضحايا، إلى جانب الكشف عن مصير المفقودين وتوثيق الجرائم المرتكبة. فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: