حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي قوات عسكرية أجنبية يتم نشرها في الأراضي الأوكرانية خلال الصراع الحالي ستعتبر هدفًا مشروعًا للجيش الروسي. جاءت تصريحاته هذه خلال كلمته في منتدى الشرق الاقتصادي العاشر الذي عقد في مدينة فلاديفوستوك الروسية يوم الجمعة.
أكد بوتين أن روسيا لا تعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرًا ذلك خيارًا مقبولًا، لكنها تعارض بشدة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأسباب تتعلق بأمن روسيا القومي. وأشار إلى استعداد بلاده للتفاوض مع الجانب الأوكراني، مقترحًا موسكو كمكان مثالي لإجراء المحادثات بين البلدين، مؤكدًا ضمان أمن الوفد الأوكراني بنسبة 100%.
وأضاف بوتين أن أوكرانيا كانت ترفض التواصل مع روسيا حتى وقت قريب، ولكنها الآن تسعى لإجراء هذه الاتصالات. ووصف النظام القضائي في أوكرانيا بأنه "منهار"، معربًا عن شكوكه في قدرة كييف على إبداء الإرادة السياسية اللازمة للتفاوض، مشيرًا إلى وجود صعوبات قانونية وفنية، حيث يتطلب الدستور الأوكراني إجراء استفتاء للموافقة على الاتفاقيات المتعلقة بالأراضي، وهو ما يستلزم رفع الأحكام العرفية أولاً.
وفيما يتعلق باحتمالية نشر قوات عسكرية أجنبية في أوكرانيا كجزء من الضمانات الأمنية، أوضح بوتين أن هذا الأمر يعد من الأسباب الرئيسية التي تدفع أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو، مؤكدًا أنه في حال نشر أي قوات أجنبية أثناء الاشتباكات العسكرية الحالية، فإنها ستعتبر أهدافًا مشروعة.
وأكد بوتين أنه في حال التوصل إلى اتفاقية سلام بين البلدين، فإن روسيا ستلتزم بشكل كامل بالشروط المتفق عليها، موضحًا أنه إذا تم التوصل إلى حلول تؤدي إلى سلام دائم، فلن تكون هناك حاجة لوجود قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية، وتعهد باحترام الضمانات الأمنية التي تصب في مصلحة روسيا وأوكرانيا على حد سواء.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن يوم الخميس، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في باريس، أن 26 دولة من "تحالف الراغبين" تعهدت بنشر قوات ضامنة في أوكرانيا أو التواجد "برًا أو بحرًا أو جوًا"، مؤكدًا أن الهدف ليس خوض حرب ضد روسيا وإنما حماية السلام. وأشار زيلينسكي إلى أن عضوية الاتحاد الأوروبي هي من الضمانات الأمنية الأساسية لأوكرانيا، لأنها توفر لها الأمن السياسي والجيوسياسي والاقتصادي.
واستضاف ماكرون قمة عبر الإنترنت لقادة "تحالف الراغبين" التي عقدت برئاسة مشتركة بين فرنسا وبريطانيا. ويهدف التحالف إلى "ردع العدوان الروسي على أوكرانيا" وبناء سلام مستدام في المنطقة، في حين رفضت موسكو المبادرة، معتبرة أنها ستطيل أمد الحرب بدل تحقيق السلام بين البلدين.
يذكر أن روسيا تشن هجومًا عسكريًا على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وتشترط لإنهاء هذا الهجوم تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا" في شؤونها. (الأناضول)