أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن العلاقات مع سوريا تشهد تطورًا إيجابيًا، مشيرًا إلى بدء اتخاذ خطوات لتعزيز التعاون في عدة ملفات رئيسية، من بينها ترسيم الحدود والتبادل التجاري.
في هذا السياق، أجرى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوري أحمد الشرع، هنّأه خلاله بحلول العيد وبمناسبة تشكيل الحكومة السورية الجديدة، متمنيًا لسوريا وشعبها المزيد من الاستقرار. وخلال الاتصال، ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات التي تخدم مصلحة البلدين. كما أعرب سلام عن رغبته في زيارة دمشق رسميًا على رأس وفد وزاري لبحث الملفات المشتركة.
في خطوة أخرى نحو تعزيز العلاقات، وقع وزيرا الدفاع في سوريا ولبنان اتفاقًا لترسيم الحدود والتنسيق الأمني، عقب مباحثات جرت في مدينة جدة السعودية. وأكدت المملكة دعمها للاتفاق، مشيرة إلى أنه يهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي ومنع التصعيد الأمني.
وأشار وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى إلى أن الاجتماع جاء بعد تعذر التواصل المباشر بين الطرفين، موضحًا أن القضايا المطروحة تشمل ضبط الحدود، مكافحة التهريب، والحد من التوترات الأمنية. كما أكد أن ملف النازحين السوريين كان ضمن أولويات المباحثات.
جاءت هذه التطورات بعد توترات أمنية شهدتها الحدود اللبنانية السورية، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا من الجانبين. وذكرت تقارير أن الاشتباكات نشبت نتيجة ملاحقة الجيش السوري لمجموعات مهربة، ما أدى إلى وقوع مواجهات مسلحة.
يعد هذا الاتفاق خطوة هامة نحو ترسيخ التعاون الأمني بين سوريا ولبنان، خاصة مع تصاعد التحديات الأمنية والاقتصادية في المنطقة. وتُبدي المملكة العربية السعودية اهتمامًا خاصًا بتعزيز الاستقرار بين البلدين، مما يعكس دورها المتنامي في الوساطة الإقليمية.
يبقى السؤال: هل ستساهم هذه التطورات في إنهاء التوترات الحدودية وفتح صفحة جديدة من التعاون بين بيروت ودمشق؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.