الثلاثاء, 17 يونيو 2025 11:32 PM

تحذيرات من كارثة اقتصادية في سوريا: كيف يؤثر التصعيد الإسرائيلي الإيراني على معيشة السوريين؟

تحذيرات من كارثة اقتصادية في سوريا: كيف يؤثر التصعيد الإسرائيلي الإيراني على معيشة السوريين؟

حذر الخبير الاقتصادي “زياد عربش” من تداعيات الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل على الاقتصاد السوري، واصفاً آثارها بـ”الواسعة والمعمّقة” في ظل هشاشة البنية الاقتصادية الداخلية، وتزايد اعتماد البلاد على الواردات وسط غياب خطط دعم فعالة للمنتجين والمستهلكين.

وأضاف “عربش” في تصريحات نقلها موقع “” أن طول أمد الحرب وتوسعها إقليمياً يهددان بتقويض أي ديناميكية اقتصادية إيجابية كانت قد بدأت بالظهور بعد رفع بعض العقوبات عن دمشق الشهر الماضي، مشيراً إلى أن دولاً عديدة في المنطقة سارعت إلى تفعيل خطط طوارئ اقتصادية، فيما لا تزال الحكومة السورية متأخرة في الاستجابة.

تضخم مستورد وارتفاع أسعار

الأيام الماضية شهدت امتصاصاً مؤقتاً لارتفاع أسعار الوقود ومشتقات الطاقة، إلى جانب تراجع سعر صرف الليرة السورية بنسبة 10% مقابل الدولار، الأمر الذي يفاقم من ظاهرة التضخم المستورد، ويرفع بدوره أسعار السلع والخدمات في الأسواق المحلية، وفق “عربش”.

وبحسب تقديرات الخبير الاقتصادي فإن المنتجات التي تعتمد على مواد أولية مستوردة ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أسعارها، ليس فقط نتيجة لغلاء سعر المصدر، بل أيضاً بسبب ارتفاع كلف الشحن والتأمين والنقل.

إضافة إلى ما سبق يرى “عربش” أن إلغاء زيارات وملتقيات استثمار عربية وتركية خلال الأسبوعين الماضيين، إضافة إلى إغلاق عدد من الأجواء الإقليمية، أدى إلى تجميد حالة التعافي التي كانت قد بدأت تتشكل في علاقات سوريا الاقتصادية الخارجية، وهو ما ينعكس سلباً على فرص الاستثمار وتحريك عجلة الإنتاج المحلي.

ودعا “عربش” الحكومة السورية لوضع خطة طوارئ اقتصادية فورية تتضمن إجراءات حمائية وداعمة، منها إلغاء الرسوم الجمركية على مستلزمات الإنتاج الصناعي والزراعي، وفرض رسوم مرتفعة على السلع الكمالية والمستوردة التي تهدد الصناعات المحلية.

كذلك دعا إلى تدخل عاجل من المصرف المركزي لدعم الليرة السورية، وتوجيه جهود المصارف نحو تمويل الإنتاج، بالتوازي مع إطلاق منحة استثنائية تشمل جميع الشرائح الهشة، وليس فقط موظفي القطاع العام.

إغلاق مضيق “هرمز” والمجالات الجوية أمام حركة الشحن، أمر توقع الخبير الاقتصادي السوري أن يؤدي إلى زيادة مضاعفة في أسعار المواد المستوردة، بما فيها مستلزمات الإنتاج والسلع الغذائية، لافتاً إلى أن دولاً مجاورة أوقفت تصدير مدخلات إنتاج هامة بسبب حاجتها الداخلية، ما يعني تقليص قدرة السوق السورية على تأمين بدائل خلال الأزمة.

تأثير مباشر على التجارة والسياحة

ورجّح الخبير الاقتصادي أن تتأثر حركة التجارة البينية لسوريا، وخاصة مع الأردن والعراق ولبنان وتركيا، مع تعطل شبكات النقل البرّي المؤدية إلى الخليج العربي، وقطاع السياحة، الذي بدأ يستعيد بعض الزخم مع عودة المغتربين قبيل عيد الأضحى، لن يكون بمنأى وسيواجه انتكاسة حادة في حال استمر التصعيد العسكري.

مع ارتفاع كلف التأمين وتجميد مشاريع التعاون الأخيرة، نبه “عربش” إلى احتمال دخول سوريا في أزمة شح بالوقود والمواد الأساسية، إذا ما طالت مدة الصراع دون تحرك حكومي فعّال، وقال: «البلاد بغنى عن هذه التداعيات، وهي في أمس الحاجة لخطة دعم حقيقية تعيد الثقة بالاقتصاد، وتحمي الفئات الأكثر هشاشة من موجة التضخم المقبلة».

وليس من المعروف بعد كم ستطول أمد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، ما يستدعي من الحكومة وضع خطة إسعافية عاجلة واتخاذ الإجراءات المناسبة لكبح التداعيات المحتملة قبل فوات الأوان.

مشاركة المقال: