الثلاثاء, 9 ديسمبر 2025 01:04 AM

تحذير أممي: تلوث غزة بالمتفجرات يعيق إعادة الإعمار ويشكل خطراً داهماً على المدنيين

تحذير أممي: تلوث غزة بالمتفجرات يعيق إعادة الإعمار ويشكل خطراً داهماً على المدنيين

حذّر جوليوس فان دير فولت، رئيس برنامج الأعمال المتعلقة بالألغام (أونماس) في الأرض الفلسطينية المحتلة، من أن حجم التلوث بالذخائر المتفجرة في قطاع غزة بات "هائلاً للغاية" نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل. وأكد أن هذا التلوث يجعل عمليات الإغاثة والإنعاش المبكر وإعادة الإعمار "بالغة الخطورة".

وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف ونقله مركز أخبار الأمم المتحدة، أوضح فان دير فولت أن الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في أحياء غزة المدمّرة تهدد المدنيين بشكل مباشر، وتعيق وصول المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة. وأشار إلى أن الظروف الإنسانية القاسية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي تدفع آلاف العائلات للنزوح نحو مناطق غير آمنة، ما يزيد من تعرضهم لمخاطر المتفجرات، لافتاً إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة لهذه المخاطر.

وبيّن المسؤول الأممي أن العديد من العائلات لا تجد بديلاً عن الإقامة في مناطق يُشتبه بوجود ذخائر متفجرة فيها، نتيجة تدمير أحياء كاملة وانعدام مناطق لجوء آمنة داخل القطاع.

وأفاد فان دير فولت بأن نحو 400 شخص في غزة تأثروا خلال العام الماضي بحوادث الذخائر غير المنفجرة، مشيراً إلى أن العدد يبدو محدوداً مقارنة بدول أخرى، لكن نسبته إلى عدد سكان غزة تقترب من مستويات عالية تشبه ما عانته سوريا خلال فترة النظام البائد. وأضاف أن أونماس تعمل إلى جانب الجهات الإنسانية كافة، وقد توسعت في الفترة الماضية لتصل إلى عدد أكبر من المجتمعات المدنية وتتفاعل معها على نطاق أوسع، بهدف تحديد المواقع الخطرة ووضع خطط للاستجابة.

وشدد على أن البرنامج يسعى في المرحلة المقبلة إلى معالجة التأثير النفسي والاجتماعي لخطر الذخائر على الأهالي، إضافة إلى إزالة المواد الخاملة والمعادن والأجسام التي قد تُشبه ذخائر متفجرة لطمأنة المدنيين والتقليل من الهلع الناجم عن انتشارها. وأكد أن تحقيق هذه المهمة يتطلب معدات متخصصة لم تتوفر كلها حتى الآن، وخصوصاً المعدات ذات الاستخدام المزدوج اللازمة للعمل في بيئة مدمرة ومعقدة مثل غزة.

وبشأن الوضع في الضفة الغربية، أوضح المسؤول الأممي أن تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية هناك يزيد من احتمال انتشار الذخائر المتفجرة، مشيراً إلى أنها موجودة في المخيمات والمراكز الحضرية والمناطق الريفية على حد سواء، ما يفرض على الأهالي العيش بجانب مخلفات حرب مميتة. وأضاف أن أونماس تعمل بالتنسيق مع السلطات الفلسطينية والمنظمات المحلية المختصة لدعم استجابة وطنية متكاملة لمكافحة الألغام.

يذكر أن قطاع غزة يتعرض منذ السابع من تشرين الأول 2023 لعدوان إسرائيلي واسع شمل قصفاً جوياً ومدفعياً وعمليات برية أودت بحياة آلاف المدنيين، وألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية والمنازل والمرافق الحيوية. وقد أدى العدوان إلى نزوح أكثر من مليون شخص وتحوّل مناطق واسعة إلى ركام، ما تسبب بانتشار كميات كبيرة من الذخائر غير المنفجرة داخل الأحياء السكنية. وتؤكد وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن إزالة هذه المخلفات شرط أساسي لبدء عمليات إعادة الإعمار بأمان، وأن حجم الدمار ونوع الأسلحة المستخدمة يجعل هذه العملية معقدة وقد تستغرق سنوات.

مشاركة المقال: