الخميس, 4 ديسمبر 2025 07:17 PM

تحقيق استقصائي يكشف: أطباء من مستشفى حرستا العسكري متهمون بالتعذيب يمارسون الطب في ألمانيا

تحقيق استقصائي يكشف: أطباء من مستشفى حرستا العسكري متهمون بالتعذيب يمارسون الطب في ألمانيا

يكشف تحقيق استقصائي أجرته الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية "سراج" بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) وشركاء إعلاميين ألمان، تفاصيل مروعة حول تورط أطباء في مستشفى حرستا العسكري (600) التابع للنظام السوري في عمليات تعذيب ممنهجة وتزوير وثائق وفاة المعتقلين.

"جلّادو الطابق السابع" في ألمانيا

كشف التحقيق عن وجود ما لا يقل عن 18 طبيباً سورياً ممن عملوا سابقاً في مستشفى حرستا العسكري، يقيم بعضهم في ألمانيا، ويشغل بعضهم الآخر مناصب قيادية في المجال الطبي. وقد خُصص الطابق السابع في المستشفى لاستقبال معتقلي الفروع الأمنية، حيث كانت تجري فيه عمليات التعذيب والقتل الجماعي. ويتهم ناجون هؤلاء الأطباء بالمشاركة في تعذيبهم وإجراء عمليات جراحية لهم دون تخدير.

تزوير التقارير الطبية وإخفاء الجرائم

بعد عمليات القتل تحت التعذيب، كان الأطباء يتولون مهمة التزوير المنهجي لأسباب الوفاة. وكانت عبارات مثل "سكتة قلبية وتوقف تنفس" أو "توقف قلب وتنفس" هي الذريعة الطبية الموحدة التي اتبعها النظام لسنوات للتغطية على جرائم القتل في السجون والفروع الأمنية، لإضفاء الصفة الرسمية على الوفيات. وقد اعتمد التحقيق على وثائق حصرية صادرة عن المستشفيات العسكرية وأكثر من سبعين شهادة وفاة، بالإضافة إلى روايات ناجين وشهود.

أدوار بعض الأطباء الهاربين

الطبيب "أ. خ.": يقيم في ألمانيا، ويتهمه أحد الناجين بالتعذيب وإجراء عملية له دون تخدير. تشير الوثائق إلى توقيعه على تقارير وفاة 14 معتقلاً بسبب "توقف قلب وتنفس"، بينهم جثث مجهولة أحضرت من فرع الخطيب (251). اعترف الطبيب بوجود التعذيب الممنهج في الطابق السابع لكنه أنكر مشاركته في أي جرم.

الطبيب "س. ب.": طبيب مقيم سابق، وقّع على تقرير وفاة ثمانية معتقلين مجهولي الهوية، ويُمارس عمله اليوم في أحد مستشفيات مقاطعة شليسفيغ هولشتاين الألمانية.

إخفاء الجثث وشهادات الشهود

أشار أحد العسكريين السابقين إلى أن مستشفى حرستا كان يتعامل مع حوالي 1180 جثة أسبوعيًا. وأظهرت صور الأقمار الصناعية لطخات حمراء (يُحتمل أنها لدماء) في المواقع التي كانت تتمركز فيها برادات نقل وتخزين الجثث. لم يكن مستشفى حرستا استثناءً، بل كان جزءاً من منظومة طبية حوّلها النظام إلى امتداد لـ "المسالخ البشرية السرية"، حيث ذكر ناجٍ أن موظفي مستشفى تشرين العسكري قاموا بخنق أربعة معتقلين كانوا لا يزالون يتنفسون بصعوبة لإضافتهم إلى عدد الجثث العشرة.

التقرير الكامل.. زمان الوصل

مشاركة المقال: