الخميس, 27 نوفمبر 2025 05:19 PM

تحليل شامل للتغييرات الإدارية الأخيرة في الشركة السورية للبترول وتأثيراتها المحتملة

تحليل شامل للتغييرات الإدارية الأخيرة في الشركة السورية للبترول وتأثيراتها المحتملة

في إطار متابعتنا لتجربة "الشركة السورية القابضة" (SPC)، نركز في هذا الجزء على سلسلة التعديلات الإدارية التي جرت مؤخرًا تحت إشراف السيد يوسف قبلاوي، والتي تستدعي التمعن والتحليل.

أبرز التغييرات الإدارية:

  • تعيين السيد وليد يوسف في منصب نائب الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول، وهو من ذوي الخبرات الفنية العريقة.
  • تعيين السيد خالد العليج مديرًا لمديرية العقود.
  • تعيين المهندس رياض جوباسي مديرًا عامًا للشركة السورية للنفط.
  • إعفاء الشيخ أبو عمار من منصب مسؤول المراسلات والديوان في الإدارة العامة للنفط.
  • تداول أنباء عن إعفاء ماجد الحديد (المعروف بالشيخ حبيب) من منصبه، وتكليفه بمنصب يتناسب مع مؤهلاته العلمية (شهادة البكالوريا)، مع الإشارة إلى دوره السابق في قوائم الفصل التي طالت العديد من الموظفين.
  • تداول معلومات عن تغيير السيد أبو تميم، المسؤول المالي في الإدارة العامة للنفط، بسبب ضعف كفاءته.

تحليل التغييرات الإدارية:

تثير هذه التغييرات عدة ملاحظات هامة:

  1. مفارقة التعيينات بين الخبرة الفنية والانتماء السياسي: مع تقديرنا للاستفادة من الكفاءات الفنية، يثير تعيين شخصيات مثل السيد خالد العليج - الذي شغل سابقًا منصب معاون وزير النفط في نظام الأسد حتى العام 2018 م - في مناصب إدارية إشكالية كبيرة. فالنظام السابق كان يعتمد على الولاء السياسي والحزبي في التعيينات الإدارية، مما أدى إلى تهميش الكفاءات الحقيقية. تجدر الإشارة إلى أن إعادة السيد خالد العليج تمت بموجب عقد بعد بلوغه سن التقاعد.
  2. التوازن بين الخبرة والثقة: على الرغم من كفاءة السيد وليد يوسف الفنية، إلا أن عمله السابق في شركة المهام التابعة لـ القاطرجي قبل سقوط النظام يضيف بعدًا آخر لتعيينه. ليس الهدف هو المقارنة بين شخص يفتقر إلى الخبرة الفنية كالشيوخ وآخر ذي كفاءة فنية ومنتمٍ للنظام السابق، بل إيجاد نموذج متوازن والبحث عن كفاءات مهمشة.
  3. المشكلة الجوهرية: التعاقد مع أشخاص شغلوا مناصب سياسية وإدارية هامة في النظام السابق، مثل السيد خالد العليج، يخلق إشكالية جديدة في هوية الشركة ومسارها.

رؤية مقترحة:

نؤكد على أهمية الاستفادة من الخبرات الفنية دون منحها بالضرورة مناصب إدارية قيادية. يمكن لهذه الكفاءات أن تكون مستشارين وفنيين متخصصين، مع إسناد القيادة الإدارية لكفاءات جديدة تحمل رؤى متجددة وتتمتع بالاستقلالية.

خلفية مؤلمة تتكرر:

يجب التذكير بأن العديد من المهندسين والكوادر السورية المؤهلة قد خسروا فرصتهم مرتين: مرة في عهد النظام السابق بسبب المحاصصات السياسية والولاءات الحزبية، ومرة أخرى بعد التغييرات الأخيرة. ندعو إلى بناء نظام مؤسسي حقيقي يعتمد على الكفاءة والشفافية، بعيدًا عن إعادة إنتاج نمط المحسوبيات والولاءات بمسميات جديدة.

زمان الوصل

مشاركة المقال: