تشهد دمشق انتشاراً واسعاً للدراجات النارية في أحيائها وشوارعها، مما حوّلها إلى ظاهرة تسبب ضجيجاً كبيراً، خاصة في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر، بالإضافة إلى الحوادث المتزايدة التي تتسبب بها، وذلك على الرغم من الجهود الحكومية والحملات المستمرة للحد من هذه الظاهرة.
تعتبر الدراجات النارية وسيلة نقل شائعة في العديد من الدول، إلا أنها تثير استياءً كبيراً في بعض المجتمعات نتيجة للضوضاء ومخاطر السلامة والتأثيرات البيئية السلبية. وعلى الرغم من قرار منع الدراجات النارية من دخول دمشق، إلا أن أعدادها في ازدياد مستمر داخل المدينة، مع الاعتراف بحاجة بعض المواطنين إليها لقضاء أعمالهم وكسب رزقهم، مما يستدعي تنظيم عملها داخل المدينة.
أفادت مصادر محلية لصحيفة "الوطن" بأن الدراجات النارية تعتبر الأكثر عرضة للحوادث مقارنة بالسيارات، حيث يتعرض السائقون والركاب لخطر الإصابات الخطيرة أو حتى الوفاة في حال وقوع حادث. ويزداد قلق الناس على سلامتهم وسلامة أحبائهم عند رؤية الدراجات النارية على الطرقات.
كما لا يمكن تجاهل حجم التلوث الناتج عن هذه الدراجات، حيث تنبعث منها انبعاثات ضارة تؤثر على جودة الهواء، مما يثير قلق الكثيرين الساعين للحفاظ على بيئة نظيفة وصحية. ويرى مواطنون أن جهود الحد من انتشار الدراجات النارية مستمرة، ولكنها تحتاج إلى تنفيذ فعال وجاد على أرض الواقع، مع ضرورة تطبيق قوانين المرور المتعلقة بالدراجات النارية لضمان سلامة الجميع.
أكدت المصادر أن معظم الدراجات النارية تدخل المدينة بشكل مخالف لأنظمة السير، وتتحرك بعشوائية، مما يزيد من حوادث الاصطدام ويزيد الضغط على البنية المرورية في المدينة المزدحمة بالسيارات والدراجات الهوائية والنارية.
جددت المصادر دعوتها إلى تكثيف الدوريات داخل الأحياء الضيقة، وفرض التزام صارم بمستلزمات السلامة، مثل ارتداء الخوذة وحيازة شهادة القيادة، تمهيداً لتنظيم شامل يوازن بين الحاجة للتنقل وسلامة المدينة.
حذرت مصادر طبية من تزايد الحوادث المرورية التي تسببها الدراجات النارية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات رادعة لضبط عملها بالشكل المطلوب، خاصة مع انتشارها الكبير خلال العطل وفي أوقات متأخرة من الليل.
دعا الدكتور محمد الجزائرلي، أخصائي الجراحة العامة وجراحة الرضوض، في تصريح لـ "الوطن"، إلى الانتباه والالتزام بأسس السلامة، مشيراً إلى أن الحوادث المرورية تتسبب بإصابات خطيرة في الرأس قد تؤدي إلى الوفاة أو الإعاقات الدائمة، بالإضافة إلى إصابات النخاع الشوكي التي قد تسبب الشلل، والجروح البليغة التي قد تتطلب عمليات ترميمية متعددة، وصدمات الصدر والبطن التي قد تهدد الحياة.
أشارت مصادر مرورية إلى استمرار الحملات على الدراجات النارية المخالفة، حيث تتم مصادرة عدد كبير منها، وتبدأ العقوبات بحجز الدراجة لمدة شهر مع غرامة مالية، وقد تصل إلى المصادرة الكاملة في حال تكرار المخالفة. وأكدت مصادر مطلعة أن كراجات الحجز ممتلئة بالدراجات.
أكد أطباء مناوبون في مشفى المواساة خلال عيد الأضحى الماضي استقبال أكثر من 275 إصابة بسبب الحوادث المرورية خلال ثلاثة أيام، 130 منها بسبب الدراجات النارية، مع تسجيل 3 وفيات و25 إصابة حرجة، وأغلب مرتادي الدراجات من دون سن الثامنة عشرة، ووجهوا نداءً عاجلاً إلى قيادة شرطة محافظة دمشق للتدخل السريع لحل مشكلة الدراجات النارية.
الوطن – فادي بك الشريف