الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 09:55 PM

تصاعد التوتر الحدودي بين سوريا ولبنان بعد احتجاز مواطنين وإجراءات أمنية

تصاعد التوتر الحدودي بين سوريا ولبنان بعد احتجاز مواطنين وإجراءات أمنية

تشهد الحدود السورية اللبنانية حالة من التوتر، إثر قيام قوى الأمن السورية باحتجاز شخصين وتسليمهما لاحقًا إلى مخابرات الجيش اللبناني، صباح الأربعاء 15 تشرين الأول. وقد أدى هذا الإجراء إلى حشود من العشائر اللبنانية في المنطقة.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية مساء أمس أن المنطقة الحدودية لبلدة القصر – قضاء الهرمل تشهد استنفارًا وحشودًا من أبناء العشائر، وذلك بعد "إقدام عناصر سوريين على خطف لبنانيين اثنين من الأراضي اللبنانية إلى داخل الأراضي السورية".

حتى لحظة تحرير هذا الخبر، لم يصدر أي تعليق من الداخلية السورية أو الجيش اللبناني حول هذا الموضوع.

تتميز هذه المناطق بنفوذ قوي للعشائر المدعومة من "حزب الله" اللبناني، حيث شارك العديد من مقاتليها إلى جانب الحزب في الحرب السورية، دعمًا لنظام الأسد المخلوع.

أفاد موقع "النشرة" اللبناني المحلي اليوم 15 تشرين الأول، بأن مخابرات الجيش اللبناني تسلمت الشابين المعتقلين، وهما حسين عدي قطايا ومجتبى علي زعيتر، اللذين كانا يتجولان بدراجة نارية على الحدود بين بلدة القصر وقرية حوش السيد علي، التي شهدت اشتباكات في آذار الماضي.

وترجح تقارير لبنانية أخرى أن يكون التوقيف ضمن إطار أمني يتعلق بسبب التجول في تلك المناطق الحدودية القريبة من منطقة القصير بريف حمص، وذلك في سياق عمليات ضبط أسلحة وصواريخ كانت معدة للتهريب إلى لبنان.

وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت في 11 تشرين الأول الحالي أن مديرية الأمن الداخلي في منطقة القصير تمكنت من ضبط شحنة صواريخ من نوع "كورنيت" معدة للتهريب خارج البلاد، وكانت محمولة على دراجتين ناريتين. وأوضحت أن العملية جاءت نتيجة تحريات دقيقة ومتابعة مستمرة لمصادر الأسلحة غير المشروعة، وأسفرت عن مصادرة الشحنة بالكامل.

وخلال زيارته إلى لبنان، تطرق وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى ملف الحدود خلال مباحثاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين، حيث شدد على ضرورة ضبط الحدود ومنع التهريب.

مناطق توتر

تتميز قرية حوش السيد علي والقرى المحيطة بها بتداخل الحدود السورية اللبنانية، ويسكنها خليط من السوريين واللبنانيين. وقد شهدت القرية في 16 آذار الماضي اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعات قالت وزارة الدفاع السورية إنها تابعة لـ "حزب الله".

وقعت الاشتباكات على خلفية اختطاف ثلاثة عناصر من وزارة الدفاع وإعدامهم ميدانيًا، ما دفع الحكومة السورية للاستنفار، وأعقبها سيطرة على القرية وطرد مسلحي "حزب الله" منها.

من جانب آخر، اختلفت الرواية اللبنانية عن السورية في مقتل الجنود السوريين، إذ قال الجيش اللبناني إنه بعد مقتل سوريَّين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر الهرمل، نُقل الجريح إلى أحد المستشفيات للمعالجة وما لبث أن فارق الحياة.

وأضاف الجيش اللبناني حينها أنه نفذ بعدها "تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة" وسلم بنتيجتها الجثامين الثلاثة إلى سوريا.

من جانبه، نفى "حزب الله" علاقته بالأحداث على الحدود السورية اللبنانية.

تجددت الاشتباكات في اليوم التالي، ليتوصل الجيشان السوري واللبناني إلى اتفاق وقف إطلاق نار وتعزيز التنسيق والتعاون بينهما، بحسب ما نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).

مشاركة المقال: