السبت, 19 يوليو 2025 08:16 AM

تصاعد التوتر في السويداء: دعوات لتدخل أردني ومصدر رسمي يستبعد ذلك

تصاعد التوتر في السويداء: دعوات لتدخل أردني ومصدر رسمي يستبعد ذلك

تلقي الأحداث الدامية في محافظة السويداء جنوب سوريا بظلالها على الأردن، خاصة مع المطالبات المتزايدة بتدخل المملكة لصالح الدروز أو عشائر البدو. تقع السويداء على بعد 60 كيلومتراً فقط من الحدود الأردنية، بالقرب من مدينة الأزرق، المعروفة بأنها معقل الدروز في الأردن، والتي شهدت أيضاً تجمعات سلمية محدودة تضامناً مع دروز الجنوب السوري.

ناشد النائب في البرلمان الأردني فيصل الأعور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني "التدخل المباشر مع حكومة دمشق لوقف مأساة السويداء لحقن الدماء". كما ناشد الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز جنوبي سوريا حكمت الهجري الملك عبدالله الثاني فتح معبر حدودي بين السويداء والأردن، معرباً عن أمله في اتخاذ خطوات عاجلة لتسهيل التواصل وتخفيف معاناة المواطنين.

في المقابل، أصدرت عشائر أهل الجبل في الأردن، ممثلة بعشائر الشرفات والمساعيد والعظامات والزبيد، بياناً تستنكر فيه ما وصفته بـ"جرائم الإبادة الجماعية والخطف والتنكيل والتهجير القسري التي يتعرض لها أبناء عشائر البدو في محافظة السويداء، على يد جماعات مسلحة طائفية تابعة لما يُعرف بآل الهجري". وطالب البيان الحكومة الأردنية بالتحرك الدبلوماسي والإنساني العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

تعليقاً على ذلك، أكد مصدر رسمي لـ"النهار" أن "الأردن ليس معنياً في اصطفافات لصالح طرف دون آخر، فالقضية بالدرجة الأولى شأن داخلي سوري، والمملكة تدعم أي جهود توافقية بين مختلف الأطراف تحت مظلة الدولة السورية". وأضاف أن الأردن معني باستقرار سوريا، خصوصاً في جنوبها المحاذي لحدود المملكة، ويرفض أي دعوات لتقسيم سوريا وأي تدخل خارجي يؤجج الأوضاع هناك. واستبعد المصدر فتح معبر حدودي واتخاذ أي إجراء يضع الأردن في موقف انحيازي.

من جهته، يرى الباحث المتخصص بالشأن السوري في معهد السياسة والمجتمع حسن جابر أن الأردن يبدي قلقاً تجاه التطورات في السويداء ويدعم لغة الحوار والتفاهم. وأضاف أن فتح معبر يحتاج إلى ترتيبات أمنية ولوجستية وهندسية وبنية تحتية، وأن بادية السويداء تعتبر من أخطر البقاع في الشرق الأوسط. ويؤكد جابر أن الأردن لا يُعتقد بأنه سيتجاوب مع مطلب فتح معبر، ويفضل التنسيق مع الحكومة السورية.

وبحسب جابر، فإن الأردن، عبر القنوات الدبلوماسية، يسعى لتعزيز لغة الحوار والتفاهم بين الأطراف، دون أي تدخل مباشر، خصوصاً أن المشهد لا يزال ضبابياً.

مشاركة المقال: