الإثنين, 1 ديسمبر 2025 11:39 PM

تفاصيل صادمة: أردني يروي كيف انتهت رحلة عمل والده إلى موسكو بالقتال والموت في أوكرانيا

تفاصيل صادمة: أردني يروي كيف انتهت رحلة عمل والده إلى موسكو بالقتال والموت في أوكرانيا

كشف الابن الأكبر للأردني رائد رمزي صبري حماد، أحد المواطنين الأردنيين الذين لقوا حتفهم بعد تجنيدهم من قبل الجيش الروسي، عن تفاصيل مأساوية حول رحلة والده إلى موسكو، والتي انتهت بمقتله كـ "جندي مع الجيش الروسي".

في حديث لـ"الشرق الأوسط"، تحدث أواب حماد عن رحلة والده، وذلك بعد ساعات من دعوة وزارة الخارجية الأردنية للمواطنين إلى "الإبلاغ عن أي محاولات لتجنيدهم في الجيش الروسي"، ومطالبتها السلطات الروسية بـ"التوقف عن تجنيد الأردنيين".

أوضح أواب حماد أن والده، الذي سافر إلى موسكو في أغسطس الماضي للعمل في وظيفة إدارية بوزارة الدفاع الروسية، أبلغ العائلة بعد أيام قليلة من وصوله بأنه نُقل إلى الجبهة للقتال في صفوف الجيش الروسي، قبل أن تنقطع أخباره في نهاية الشهر نفسه.

أكد حماد أن والده، البالغ من العمر 54 عامًا، لم يسبق له الخدمة العسكرية الميدانية في "القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي)"، وأن خبرته كانت تتركز في الأعمال الهندسية التي مارسها خلال سنوات عمله. وأضاف أن والده، بعد توقفه عن العمل مؤخرًا، قرر البحث عن وظيفة في الخارج تتناسب مع مهاراته.

كشف أواب حماد أن والده تقدم لوظيفة إدارية أُعلن عنها عبر مجموعات على تطبيق "تلغرام" تنشر عروض عمل في وزارة الدفاع الروسية. وبعد قبول طلبه، غادر عمّان إلى موسكو، ليكتشف لاحقًا أنه تم تحويله إلى جندي ضمن الجيش الروسي ووضعه على جبهة قتالية ضد الجيش الأوكراني.

ويضيف حماد أن والده، الذي أخبر الأسرة بانتقاله من موسكو إلى وحدة قتالية على الجبهة، لم يوضح كيفية تحوله من وظيفة مدنية إلى مهمة عسكرية، وأن اتصالاته بدأت تتقلص تدريجيًا، ولم يعد قادرًا على الإطالة في الحديث. وانقطعت الاتصالات تمامًا في 25 أغسطس الماضي، وفقًا لما ذكره.

يروي حماد أن الأسرة تواصلت مع وزارة الخارجية الأردنية لمعرفة مكان وجود والدهم، إلى أن وصلهم خبر وفاته في 25 سبتمبر الماضي، لتبدأ رحلة البحث عن تفاصيل مقتله ومكان جثمانه. وفي غياب تفاصيل وفاة رائد حماد، طالبت الأسرة، عبر سفارة الأردن في موسكو، بنقل جثمانه إلى عمّان لـ"دفنه وإقامة بيت عزاء له بين أهله".

وكشف حماد عن أن عددًا من أفراد عائلته سافروا أيضًا إلى موسكو عبر عروض عمل تقدموا لها من خلال مجموعات "تلغرام"، مرجحًا أن عدد الأردنيين الذين وقعوا ضحية "عمليات نصب" مماثلة لتلك التي تعرض لها والده، قد يبلغ "نحو 400 مواطن"، على حد قوله.

وكانت مديرية العمليات والشؤون القنصلية في وزارة الخارجية قد كشفت، الخميس، عن مقتل مواطنين أردنيين اثنين بعد تجنيدهما للقتال مع الجيش الروسي. وقالت الوزارة، في بيان، إنها تتابع من كثب عمليات "تغرير بمواطنين أردنيين من قِبَل جهات خارجية بغرض التجنيد غير الشرعي؛ مما يُعد مخالفةً للقانون الأردني والقانون الدولي، وتعريضًا لحياة المواطنين للخطر".

وأهابت الوزارة بالمواطنين "الإبلاغ عن أي محاولات لتجنيدهم في الجيش الروسي"، محذرة من التعامل معها "لما في ذلك من خطر على حياة المواطنين، وما يمثله من خرق للقانون". كما أكدت مطالبتها السلطات الروسية "التوقف عن تجنيد الأردنيين، وإنهاء تجنيد أي مواطن أردني جُنِّد سابقًا"، ملوحة باتخاذ "كل الإجراءات المتاحة لوقف هذه العملية".

وحذرت الوزارة من وجود جهات تعمل عبر الإنترنت على تجنيد الأردنيين، مؤكدة أنها تتابع هذه الجهات بالتنسيق مع المؤسسات الوطنية لـ"اتخاذ كل الإجراءات القانونية والدبلوماسية لوقفها وتطبيق القانون عليها"، نظرًا إلى ما يشكله "التغرير بالأردنيين وتجنيدهم في جيش أجنبي من مخالفة جسيمة للقانون الدولي، والالتزامات الدولية، والقانون الأردني الذي يجرّم الانخراط في جيش أجنبي".

يقيم مئات الأردنيين في روسيا، وقد درس أكثر من 20 ألف أردني في جامعات ومعاهد روسيا والاتحاد السوفياتي سابقًا، وفقًا لبيانات غير رسمية نقلتها "وكالة الصحافة الفرنسية".

عند بدء الحرب الروسية – الأوكرانية، قال وزير الدفاع الروسي آنذاك، سيرغي شويغو، إن هناك 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط مستعدين للقتال إلى جانب قوات موسكو. فيما أفادت تقارير بأن نحو ألفي جندي سوري نظامي توجهوا إلى روسيا في ذلك الوقت للقتال.

وفي تقرير نشر خلال وقت سابق من هذا الشهر، نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" استدراج شباب عراقيين للانضمام إلى صفوف الجيش الروسي عبر مجموعات "تلغرام". وقالت "الوكالة" إن عروض التجنيد تشمل راتباً شهرياً قدره 2800 دولار، إضافةً إلى مسار للحصول على جواز سفر روسي، وتأمين صحي، ومعاش تقاعدي، فضلاً عن التعويض في حال الإصابة.

ولا تقتصر جهود تجنيد مقاتلين أجانب على منطقة الشرق الأوسط؛ إذ تُستخدم أساليب مماثلة لتجنيد شباب من آسيا الوسطى والهند وبنغلاديش ونيبال، وكذلك من كوبا التي يتراوح عدد مواطنيها على خطوط الجبهة في أوكرانيا بين 5 آلاف و20 ألف مجند، وفق مركز "أتلانتيك كاونسل" الأميركي.

* صحيفة الشرق الأوسط

مشاركة المقال: