الأحد, 27 يوليو 2025 01:18 PM

تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة: المجاعة تشتد في ظل تعثر المفاوضات

تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة: المجاعة تشتد في ظل تعثر المفاوضات

يبدو أن معاناة الغزيين تتفاقم مع ظهور مؤشرات على انهيار جولة المفاوضات في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وذلك بعد أن كانت الهدنة المنشودة، والتي تعلق عليها آمال وقف المجاعة والمجازر، قريبة المنال. وقد أدت هذه التطورات إلى دخول سكان القطاع في حالة من اليأس الشديد.

جاءت هذه الموجة من الإحباط في أعقاب تصريحات مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وتصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والتي أعلنا فيها عن انهيار المفاوضات وسحب الوفد المفاوض، واتهما حركة «حماس» بعدم إبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق تبادل.

إن الأثر السلبي لهذا التحول المفاجئ في المشهد السياسي، من قمة التفاؤل بقرب التوصل إلى هدنة إلى الإعلان عن فشل جولة التفاوض، يعود إلى أن سكان القطاع كانوا يعزون أنفسهم على واقع التجويع القاسي بقرب التوصل إلى هدنة تخفف من حدة المجاعة التي أودت بحياة أكثر من 120 شهيداً، بينهم 12 شخصاً خلال 24 ساعة.

بالتزامن مع هذا الانسداد في الأفق السياسي، لا تزال المواقف العربية تجاه المجاعة تراوح مكانها، إذ لم يحدث أي تقدم ملموس فيما يتعلق بدخول المساعدات، باستثناء المشهد العشوائي لدخول عدد قليل من شاحنات الطحين يومياً إلى المناطق الخطرة. وقد تجمع عشرات الآلاف من المواطنين، أمس، بالقرب من بوابة موقع «زيكيم» العسكري، شمال مدينة بيت لاهيا، حيث انتظروا تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات طويلة، ليسمح جيش الاحتلال بعد ذلك بدخول 8 شاحنات فقط، اندفع عليها عشرات الآلاف من الجوعى، وعاد معظمهم خائبين.

تفاقم أزمة الغذاء: ارتفاع عدد ضحايا المجاعة في القطاع إلى 120 شهيداً.

وتكرر المشهد نفسه في مدينة خانيونس، حيث دخل عدد محدود جداً من شاحنات المساعدات لا يتجاوز 10، دون أن يحدث ذلك أي فرق في واقع الجوع. ويقول كريم الأسمر، وهو نازح من شمال غزة يعيل عائلة مكونة من 10 أبناء: «معظم الناس المنهكين من الجوع والتعب لا يستطيعون الوصول إلى المناطق البعيدة والخطيرة للحصول على الطحين. وإن وصلوا، لا يستطيع كبار السن منهم خوض المعارك مع العصابات وحملة السلاح الأبيض. منذ ثلاثة أيام لم نأكل أنا وأطفالي لقمة خبز واحدة. كميات الطحين يسرقها اللصوص وتباع في الأسواق بأسعار فلكية: 70 شيكلاً (23 دولاراً) للكيلوغرام الواحد من الطحين. لا يستطيع معظم الناس الشراء بهذا السعر يومياً».

ويضيف الأسمر في حديثه إلى «الأخبار»: «توقفت التكايا عن الطهي منذ شهر ونصف شهر. معظم الناس لا يجدون لقمة واحدة تسد جوعهم. وأمام الخيارات التي تفرضها إسرائيل لتوزيع المساعدات، سواء بالشكل العشوائي على الحدود، أو بمصائد الموت الأميركية، سيموت الكثير من الناس جوعاً».

وعلى الصعيد الميداني، واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر الجماعية، إذ وصل عدد الشهداء في اليومين الماضيين إلى 85، بالإضافة إلى المئات من الجرحى، علماً أن 20 من الشهداء كانوا ينتظرون المساعدات في شمال القطاع وجنوبه، فيما قتل 5 شهداء في مجزرة استهدفت مركز إيواء «مدرسة القاهرة» في مدينة غزة. كما استشهد 5 مواطنين في استهداف سيارة مدنية في حي الشيخ رضوان شمال القطاع، واستشهد 10 آخرون في غارات استهدفت عدداً من خيام النازحين في مناطق متفرقة من غزة.

مشاركة المقال: