حظي سينر بيسكين، سائق حافلة في برلين، بتكريم خاص من السلطات، حيث نال جائزة الشجاعة في المدنية، وذلك لتدخله البطولي قبل عدة سنوات لحماية فتاة مراهقة من رجل غريب كان يحاول التحرش بها وملاحقتها حتى منزلها.
بدأت القصة عندما صعدت الشابة، وهي في حالة من الذعر، إلى الحافلة عند محطة Märkisches Museum، وتوجهت مباشرة نحو السائق طالبة المساعدة. أوضحت الفتاة أنها تتعرض للمضايقة والملاحقة من قبل رجل مجهول.
لم يتردد بيسكين في النزول من مقعده والوقوف بين الفتاة والمتحرش، ومنعه من الصعود إلى الحافلة، قائلاً له إنه يستطيع انتظار الحافلة التالية. وعندما أصرّ الرجل على الركوب وهدّد بالاتصال بالشرطة، أجابه السائق بثبات: "نعم، فلنتصل بالشرطة!"، مما دفع الرجل إلى الفرار من المكان.
الفتاة، التي تُدعى نيله غوهدس، صرحت لاحقًا بأنها شعرت بتهديد شديد في تلك اللحظة، خاصة وأن عدد الحافلات المتبقية في تلك الليلة كان قليلاً. ووصفت تصرف السائق بأنه كان بمثابة "خلاص حقيقي"، لأنه لم يكتفِ بحمايتها داخل الحافلة، بل انتظر حتى دخلت منزلها بأمان.
بعد مرور سنوات، وعند إطلاق مسابقة لاختيار "سائق الحافلة المفضل في ألمانيا"، قامت غوهدس بترشيح بيسكين، الذي يعمل في شركة النقل BVG منذ 15 عامًا. وقد التقى الاثنان مجددًا في حفل التكريم، حيث أكدت غوهدس أنها تعرفت عليه على الفور، واصفة وجهه بأنه "راسخ في ذاكرتها".
من جانبها، أشادت شركة BVG بموظفها، معتبرة أنه قدوة حقيقية. وقال مدير قطاع الحافلات في الشركة: "نحن فخورون بامتلاك زملاء ملتزمين مثل سينر، فهم يجسدون أهمية القلب والمسؤولية في خدمة النقل العام."
أما بيسكين، فقد أعرب عن اعتزازه بالجائزة، مؤكدًا أن مساعدته كانت بالنسبة له أمرًا بديهيًا: "الأمر لا يتعلق بالعمل فقط، بل بالإنسانية أيضًا. من واجبي أن أشعر الركاب بالأمان."