الإثنين, 14 يوليو 2025 10:20 PM

تيك توك: ما هي حدود معرفته ببياناتك الشخصية؟

تيك توك: ما هي حدود معرفته ببياناتك الشخصية؟

تواجه منصة "تيك توك" انتقادات دولية متزايدة، خاصة من الولايات المتحدة، بسبب حجم البيانات التي تجمعها عن مستخدميها حول العالم. على الرغم من أن أساليب جمع البيانات قد تبدو مشابهة لمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، إلا أن المخاوف تتعلق بحجم البيانات وكيفية التعامل معها ونوعيتها.

تيك توك: أكثر من مجرد تطبيق ترفيهي

تجاوز عدد مستخدمي تيك توك النشطين شهريًا 1.5 مليار مستخدم، مما يعني جمع كميات هائلة من البيانات يوميًا. تتضمن هذه البيانات معلومات أساسية مثل الاسم والبريد الإلكتروني، بالإضافة إلى تفاصيل دقيقة مثل نمط التصفح، والجهاز المستخدم، والموقع الجغرافي، وسجل الشراء والتفاعل. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة El País، وصف أحد المستخدمين البيانات التي يمتلكها "تيك توك" بأنها تعرفك أكثر من والدتك أو طبيبك النفسي، مما يدل على مدى عمق تغلغل المنصة في حياة المستخدمين.

هل تجمع تيك توك بيانات أكثر من اللازم؟

على الرغم من أن جمع بيانات المستخدمين أمر شائع في التطبيقات الرقمية، إلا أن تيك توك تتوسع في هذه العملية لتشمل بيانات مرتبطة بشبكة الإنترنت المستخدمة، ونوع الاتصال، ومزود الخدمة، وموقع الاستخدام في كل مرة يتم فيها فتح التطبيق، بالإضافة إلى الوصول إلى جهات الاتصال، وسلوك التصفح داخل التطبيق، وحتى النقرات والتمريرات.

توضح سياسة الخصوصية للمنصة أن هذه البيانات تستخدم لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى يتناسب مع اهتمامات المستخدمين. تعتبر خوارزمية تيك توك من أقوى خوارزميات التوصية، مما يفسر متوسط الاستخدام المرتفع للتطبيق، والذي يبلغ حوالي 55 دقيقة يوميًا و 34 ساعة شهريًا.

ما الذي تعرفه تيك توك عنك؟

يمكن للمستخدمين الاطلاع على البيانات التي تجمعها "تيك توك" عن طريق تحميل سجل الاستخدام من خلال إعدادات الحساب. قد يندهش المستخدمون من كمية التفاصيل المخزنة، مثل عدد المقاطع التي تمت مشاهدتها، وتاريخ المشاهدة، وطبيعة التفاعل مع كل مقطع، وحتى ما إذا تمت مشاركته مع شخص آخر وتفاعله معه.

تقليل أثر البيانات: هل هو ممكن؟

تشير شركة الأمن السيبراني "ESET" إلى أن تقليل حجم البيانات التي تجمعها المنصة ممكن، ولكنه لا يلغيها تمامًا. تتضمن الخطوات المقترحة:

  • استخدام تيك توك من المتصفح بدلاً من التطبيق.
  • تعطيل خدمات التتبع وملفات تعريف الارتباط.
  • استخدام بريد إلكتروني وهمي ورقم هاتف غير مرتبط بحسابات أخرى.
  • منع التطبيق من الوصول إلى جهات الاتصال والموقع والكاميرا والميكروفون.
  • تعطيل تخصيص الإعلانات.
  • حذف سجل الاستخدام بشكل دوري.

هل الاتهامات الموجهة إلى تيك توك مبررة؟

على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة على أن "تيك توك" تشارك بيانات المستخدمين مع الحكومة الصينية أو أي جهات خارجية، إلا أن القلق مستمر، خاصة وأن إدارة الشركة الأم "ByteDance" تقع تحت القوانين الصينية، التي تسمح للحكومة بالوصول إلى بيانات أي شركة محلية إذا لزم الأمر.

في دراسة أعدتها مؤسسة "الإنترنت 2.0" المعنية بخصوصية البيانات، تبين أن المنصة تجمع عددًا كبيرًا من المعلومات التي لا تحتاجها فعليًا لتقديم خدمة جيدة، مما يعزز الشكوك حول نوايا استخدام هذه البيانات.

تيك توك ليست المنصة الوحيدة التي تجمع بيانات المستخدمين، ولكنها ربما تكون الأكثر طموحًا في تحليل وتحويل هذه البيانات إلى أدوات لتوجيه المحتوى بدقة فائقة. وبينما تعتبر هذه التجربة ممتعة وفعالة للمستخدمين، فإنها تثير تساؤلات خطيرة حول الخصوصية والسيطرة على البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: