الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 12:58 AM

جولة عسكرية روسية سورية في الجنوب: هل تعود موسكو للانتشار في القنيطرة ودرعا؟

جولة عسكرية روسية سورية في الجنوب: هل تعود موسكو للانتشار في القنيطرة ودرعا؟

أظهرت الجولة التي قام بها وفد مشترك من وزارتي الدفاع السورية والروسية في بلدات ريفي القنيطرة ودرعا المتاخمة لخط وقف إطلاق النار مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدى التنسيق والتعاون الوثيق بين دمشق وموسكو.

نقلت وكالة "سانا" يوم أمس الإثنين عن إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أن وفداً مشتركاً من الوزارتين قام بجولة ميدانية شملت عدة نقاط ومواقع عسكرية في الجنوب السوري، وذلك بهدف الاطلاع على الأوضاع الميدانية في إطار التعاون المشترك.

وقد سبق هذه الجولة استقبال وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة في دمشق يوم الأحد الماضي وفداً رفيع المستوى من روسيا الاتحادية برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، حيث بحث الجانبان مجالات التعاون العسكري وتعزيز آليات التنسيق لخدمة المصالح المشتركة وتحقيق تطلعات البلدين، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع السورية على قناتها في "تلغرام".

وذكرت مصادر أهلية لـ"الوطن" أن الجولة الميدانية للوفد المشترك شملت العديد من بلدات وقرى ريفي القنيطرة ودرعا المحاذية لخط وقف إطلاق النار مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدءاً من التلول الحمر الواقعة بين بلدتي بيت جن وحضر شمال القنيطرة وصولاً إلى قرى حوض اليرموك في أقصى جنوب درعا.

وأشارت المصادر إلى أن الوفد تفقد خلال جولته في ريف القنيطرة الشمالي منطقة التلول الحمر، التي كانت الشرطة العسكرية الروسية تقيم فيها نقطة عسكرية خلال فترة حكم النظام البائد، ثم توجه إلى قرى ريف القنيطرة الأوسط حيث كانت الشرطة العسكرية الروسية تسير دوريات في تلك الفترة.

ويرى مراقبون أن هذه الجولة تدل على وجود تفاهمات بين القيادتين السورية والروسية، خاصة وأن الأشهر القليلة الماضية شهدت عدة زيارات متبادلة لوفود عسكرية من كلا البلدين.

ولم يستبعد المراقبون أن تتضمن هذه التفاهمات إعادة انتشار الشرطة العسكرية الروسية في تلك المناطق، بهدف سحب الذرائع من قبل إسرائيل، التي توغلت في مناطق واسعة في محافظتي القنيطرة ودرعا منذ سقوط نظام بشار الأسد البائد في الثامن من كانون الأول الماضي.

وخلال زيارته إلى واشنطن الأسبوع الماضي، قال الرئيس أحمد الشرع، الذي التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، إن الرئيس الأميركي يدعم وجهة النظر السورية بشأن انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد 8 كانون الأول الماضي.

وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، ورداً على سؤال بشأن الخطط المتعلقة بحماية السيادة السورية من القوى الداخلية والخارجية، أوضح الرئيس الشرع أن «سوريا دخلت في حرب مع إسرائيل قبل 50 عاماً، ثم في عام 1974 وُقّعت اتفاقية فك الارتباط، ودامت هذه الاتفاقية 50 عاماً. لكن عندما سقط نظام الأسد، ألغت إسرائيل هذه الاتفاقية، ووسّعت وجودها في سوريا، وطردت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، واحتلت أراضي جديدة».

وأشار الرئيس الشرع إلى أن إسرائيل «شنّت أكثر من 1000 غارة جوية في سوريا منذ 8 كانون الأول الماضي، وشمل ذلك قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، ولكن لأننا نريد إعادة إعمار سوريا، لم نردّ على هذه الاعتداءات».

وأضاف الشرع: إن التقدم الذي أحرزته إسرائيل في سوريا لا ينبع من مخاوفها الأمنية، بل من طموحاتها التوسعية، ولطالما ادّعت إسرائيل قلقها بشأن سوريا خوفاً من التهديدات التي تُمثلها الميليشيات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني «ونحن مَن طردنا تلك القوات من سوريا».

وتابع: «نحن منخرطون في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في طريق التوصل إلى اتفاق، لكنْ للتوصل إلى اتفاق نهائي، على إسرائيل الانسحاب إلى حدودها التي كانت قائمة قبل 8 كانون الأول، والولايات المتحدة معنا في هذه المفاوضات، والعديد من الأطراف الدولية يدعم وجهة نظرنا في هذا الصدد، واليوم، وجدنا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعم وجهة نظرنا أيضاً، وسيدفع بأسرع وقت ممكن للتوصل إلى حل لهذه المسألة».

مشاركة المقال: