الأربعاء, 16 يوليو 2025 01:52 AM

حدث غير مسبوق: سياسي سوري يلقي خطابًا في الكنيست الإسرائيلي.. هل يمهد ذلك للقاء بين الشرع ونتنياهو؟

حدث غير مسبوق: سياسي سوري يلقي خطابًا في الكنيست الإسرائيلي.. هل يمهد ذلك للقاء بين الشرع ونتنياهو؟

في تطور لافت ضمن المحادثات غير المعلنة بين سوريا وإسرائيل، ألقى السياسي السوري شادي مارتيني خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي. وقد عقدت جلسة خاصة قبل أيام بواسطة “جماعة الضغط لتعزيز الترتيب الأمني الإقليمي”، وهي تضم عددًا من النواب الإسرائيليين من أحزاب المعارضة، من بينهم رام بن باراك، جلعاد كاريف، وألون شوستر.

يأتي ظهور مارتيني اللافت بعد لقائه بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع في دمشق، وذلك في إطار مشاورات سياسية هادفة لبحث سبل إنهاء الصراع السوري والتقارب مع تل أبيب. ووصف مارتيني مشاركته في جلسة الكنيست بأنها “فرصة تحدث مرة واحدة في القرن”، وأشار إلى أن القضية الإسرائيلية كانت محور الحديث في لقائه الأخير مع الشرع.

صرح مارتيني قائلًا: “كنت برفقة زميلين، أحدهما كاهن والآخر حاخام، ودخلنا القصر الرئاسي في دمشق… استمر اللقاء لساعتين، وكان موضوع إسرائيل هو المحور الأساسي”. كما نقل عن الرئيس الشرع قوله: “الفرص كهذه لا تتكرر إلا مرة كل مئة عام – لكن النافذة لن تبقى مفتوحة دائمًا.”

أكد مارتيني أن الزيارة لإسرائيل تمثل لحظة فريدة لإعادة رسم العلاقات بين العرب والدولة العبرية، معربًا عن تفاؤله بمستقبل التعاون الإقليمي، خاصة في ظل توجه القيادة السورية الجديدة نحو الحوار والدبلوماسية بدلًا من الصراع.

وفي حديثه عن التوجهات السياسية الجديدة في سوريا، أشار مارتيني إلى أن القيادة الحالية تركز على إعادة إعمار البلاد وتحقيق السلام الإقليمي، مؤكدًا أن دمشق لم تعد ترى نفسها ضمن المحور الإيراني، بل تتجه نحو شراكة مستقبلية مع الولايات المتحدة، أوروبا، والدول العربية المعتدلة.

كما عبّر عن قلقه من استمرار التوغلات العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا، والتي تسببت في سقوط ضحايا مدنيين، معتبرًا أن مثل هذه العمليات قد تعيق التقدم في جهود السلام وتهدد أي تفاهمات مستقبلية.

وبحسب تقارير نشرتها هيئة البث الإسرائيلية “كان”، فإن المفاوضات بين سوريا وإسرائيل مستمرة، مع احتمال لعقد لقاء مباشر بين نتنياهو والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.

كما نقل موقع “المونيتور” عن مصادر استخباراتية إسرائيلية أن الاجتماعات بين الطرفين “أصبحت شائعة”، وتُعقد غالبًا في تركيا تحت رعاية أمريكية، مشيرًا إلى أن عدد اللقاءات وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن ما يميز الشرع عن بشار الأسد أنه لا يحتاج إلى قطع العلاقات مع إيران، لأنها منتهية فعلياً. وأضاف: “الشرع يرى إيران كعدو استراتيجي، وهذا يجعله أكثر قابلية للتعاون معنا”.

وشدد مسؤولون أمنيون إسرائيليون على أهمية التقدم في هذا المسار، إذ يمكن أن يُضعف النفوذ الإيراني في المنطقة، ويُعيد ضبط ميزان القوى في لبنان، لا سيما فيما يخص حزب الله.

وبحسب تقرير “المونيتور”، فإن المحادثات الحالية بين الجانبين تركز على إرساء هدنة تدريجية وليس على تطبيع شامل للعلاقات في المرحلة الحالية، ما يعكس حرص الطرفين على البناء التدريجي للثقة، وخلق أرضية مشتركة لسلام طويل الأمد في المنطقة.

الحل نت

مشاركة المقال: