دمشق-سانا: يؤكد مربو الثروة الحيوانية على أهمية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة على المستويين الغذائي والصحي لضمان إنتاجية عالية لمواشيهم ودواجنهم، بما يلبي الاحتياجات المحلية ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة لهذا القطاع. ويشددون على ضرورة استثمار الموارد العلفية المتاحة وإيجاد البدائل المناسبة عند الحاجة.
ويرى خبراء، في تصريحات لمراسل سانا، أن إنتاج الأعلاف الجيدة هو العامل الأساسي في نمو الثروة الحيوانية وتحسين جودة وإنتاج اللحوم والألبان، مما يعود بالنفع على المستهلكين والمنتجين على حد سواء. ويؤكدون على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير المواد العلفية ومتمماتها لتعزيز القيمة الغذائية للأعلاف.
مطابقة المواد العلفية للمواصفات العالمية:
يوضح الدكتور البيطري بشير البوشي، الاستشاري في تربية وتغذية الدواجن، أن عملية إنتاج الأعلاف تمر بعدة مراحل، تبدأ باستيراد المواد الأولية أو خامات المواد العلفية كالذرة الصفراء وكسبة فول الصويا، بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى كالزيوت النباتية والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، والتي يجب أن يتم استيرادها بطريقة رسمية مطابقة للمواصفات العالمية. بعد ذلك، تبدأ عملية إنتاج الأعلاف النباتية الخاصة بتغذية الدواجن أو حيوانات المزرعة في سوريا.
ويعتبر الطبيب البيطري عدنان مصطفى أن الالتزام بمعايير التغذية السليمة والعناصر الرئيسية التي يجب أن تتوفر في الأعلاف ينعكس بشكل مباشر على الصحة العامة للثروة الحيوانية، مما يقلل من استخدام واستهلاك المضادات الحيوية التي تؤثر على صحة الإنسان. ويشير إلى ضرورة اختيار المواد الأساسية بعناية وإجراء التحاليل المخبرية الدقيقة على المواد التي تدخل في تصنيع العلف، معتبراً ذلك جزءاً من السلسلة المتواصلة التي تبدأ من المعمل المنتج إلى المربي.
واقع المربين ودعم المنتج الوطني:
يشدد كل من الدكتور البوشي والدكتور مصطفى على أهمية دعم المنتج الوطني والمزارعين في السوق المحلية، وتسهيل عمليات استيراد المواد الأولية، وخاصة تلك الداخلة في إنتاج الأعلاف، نظراً لوجود معامل منتجة في سوريا. ويحذران من أن استيراد الأعلاف الجاهزة قد يؤدي إلى خلل في عملية الإنتاج المحلية، مؤكدين على حاجة المربين للدعم الحكومي للحفاظ على المنتج الوطني الذي يتمتع بجدوى اقتصادية تعود بالفائدة على المال العام.
الوقاية الصحية للثروة الحيوانية:
يتخذ المربون مجموعة من التدابير للحفاظ على صحة المواشي والدواجن ووقايتها من الأمراض والعدوى. ومع ذلك، يرى الدكتور البوشي والدكتور مصطفى أن هناك بعض الأخطاء المتعلقة بعملية إنشاء الحظائر وطريقة التربية، بالإضافة إلى ابتعاد سوريا عن التطور العلمي في هذا القطاع خلال السنوات الماضية.
ويرى الدكتور تميم الشحنة، المدير الفني في إحدى شركات الأدوية البيطرية، أنه من المهم تقديم المزيد من التوعية الصحية للمربين حول التأثيرات المرضية التي يمكن أن تصيب الثروة الحيوانية في حال عدم اكتمال العلاج الطبي. ويشير إلى أن عدم التزام المربين بتقديم الأدوية اللازمة للمواشي والدواجن أو انقطاعهم عن ذلك قد يؤدي إلى تدهور حالتها الصحية، بالإضافة إلى أن عدم الالتزام بفترة سحب المضادات الحيوية يؤثر على وجود بقايا منها في المنتج الذي سيقدم للمستهلكين.
ويوضح الدكتور الشيحة إمكانية استبدال المضادات الحيوية المستخدمة للقضاء على البكتيريا بالاعتماد على مواد عشبية بديلة تعمل كرافعات مناعة ومحفزات نمو، مما يحقق السلامة المعوية والتنفسية، وتتميز بكونها آمنة للاستخدام البشري.