الإثنين, 6 أكتوبر 2025 05:07 PM

خطة جديدة لكرة اليد السورية: تركيز على الفئات العمرية وتطوير البنية التحتية

خطة جديدة لكرة اليد السورية: تركيز على الفئات العمرية وتطوير البنية التحتية

عانت رياضة كرة اليد السورية خلال السنوات الماضية من تحديات عديدة، بما في ذلك تهميش الكفاءات، وغياب البنية التحتية المناسبة، وانقطاع البطولات، بالإضافة إلى هجرة اللاعبين والمدربين. في محاولة لتجاوز هذه الصعوبات، أطلق اتحاد اللعبة خطة تطويرية جديدة تركز بشكل أساسي على الفئات العمرية الصغيرة، وتأهيل المدربين والحكام، وإعادة تشكيل اللجان الفنية في مختلف المحافظات، فضلاً عن ترميم الصالات الرياضية المتضررة.

التحدي الأكبر الذي يواجه الاتحاد يكمن في توفير بنى تحتية متينة، وضمان الدعم المادي اللازم لاستمرارية هذه الجهود، بهدف إعادة كرة اليد السورية إلى سابق عهدها. ومع سعي الاتحاد الحثيث لإعادة بناء اللعبة وتعزيز حضورها على المستوى المحلي، تبرز أهمية البطولات المحلية كقاعدة أساسية لاكتشاف المواهب الشابة وصقل مهاراتها.

بعد سنوات من التراجع والإهمال، تعود كرة اليد السورية لتطرق أبواب المنافسة من جديد، وسط محاولات جادة لإعادة إحياء اللعبة وتنظيم بطولاتها على نطاق أوسع.

رزنامة للعبة

أقام اتحاد اللعبة مؤخرًا بطولة النصر والتحرير للإناث في محافظة حلب، بمشاركة أندية بارزة مثل: الكرامة، النبك، أهلي حلب، النصر، قاسيون، الشرطة، الحرية، ومحردة. وقد توّج فريق الكرامة بالنسخة الأولى من البطولة، بعد فوزه على أهلي حلب وقاسيون والنصر في دور المجموعات، ثم أقصى الشرطة من نصف النهائي، وحقق فوزًا صعبًا على النبك في المباراة النهائية.

في هذا السياق، تحدث رئيس الاتحاد، رافع بجبوج، في حوار خاص مع عنب بلدي عن تفاصيل خطة التطوير على الصعيد المحلي، مشيرًا إلى أن الاتحاد يقوم حاليًا بإعداد رزنامة بالتعاون مع لجنة المسابقات. وأضاف أنه من الممكن إقامة بطولات جديدة، بالإضافة إلى زيادة عدد المباريات، لما لذلك من أهمية كبيرة للاعبين واللاعبات، بهدف رفع مستواهم واكتساب المزيد من الخبرات.

“النصر والتحرير”.. دورة تنشيطية

الهدف الرئيسي من بطولة النصر والتحرير، بحسب رئيس اتحاد كرة اليد، رافع بجبوج، هو الاطلاع على واقع كرة اليد الأنثوية في الدرجة الأولى، والتعرف إلى الأعمار بسبب وجود فجوة فيها بالأندية. وتحدث رئيس الاتحاد عن إمكانية دمج فئة عمرية معينة مع فئة أخرى، لعدم إمكانية إقامة بطولات خاصة. ولفت إلى أن البطولة ساعدت الاتحاد على متابعة اللاعبات، قبل المشاركة في بطولة الأندية العربية، وبطولة غرب آسيا، مطلع العام المقبل.

تحديات تنظيمية

أوضح رافع بجبوج، في حديثه لعنب بلدي، أن تنظيم البطولات يواجه تحديات عديدة، من بينها البنية التحتية المتهالكة والصالات غير المجهزة والإنارة الضعيفة. وأضاف أن معظم الصالات في سوريا تعاني من الدمار والخراب، بالإضافة إلى ضعف الأندية ماديًا، أو عدم الاهتمام باللعبة. وأشار إلى أن "نجاح تنظيم بطولة النصر والتحرير يعود لتعاوننا مع مديرية الرياضة في حلب، التي أمّنت سكنًا مجانيًا في المدينة الجامعية لجميع الفرق والحكام".

مستوى فرق البطولة

أكد بجبوج، في حديثه لعنب بلدي، أن مستوى الفرق المشاركة في البطولة مقبول، بالنظر إلى فترة الانقطاع الطويلة التي شهدتها كرة اليد السورية. وكشف عن أن المفاجأة كانت بوجود لاعبات شابات، بحاجة إلى العمل والتدريب المكثف، ليصبحن نواة للمنتخب الوطني في المستقبل. وأثنى على أداء نادي محردة رغم عدم تأهله لنصف النهائي، وعلى أداء ناديي أهلي حلب والحرية. ورغم مشاركة أندية حلب بأعمار صغيرة، فإن رئيس الاتحاد أكد أن هذه الفئات العمرية الشابة هي الأساس الذي سيُبنى عليه مستقبل كرة اليد السورية.

بطولة جديدة في الرزنامة

أكد رئيس الاتحاد، رافع بجبوج، أن بطولة النصر والتحرير ستكون جزءًا أساسيًا من رزنامة الاتحاد في السنوات المقبلة. وستقام سنويًا بطولتان، بطولة النصر والتحرير للسيدات، وأخرى للذكور تحت 17 عامًا.

أول نشاط رسمي في سوريا

تُوّج فريق النواعير بلقب بطولة التحرير للذكور تحت 17 عامًا، عقب فوزه على الشعلة بنتيجة 26-18، في 14 من آب الماضي، في صالة الجلاء الرياضية بدمشق. وقال رئيس الاتحاد، رافع بجبوج، لعنب بلدي، في وقت سابق، إن هذه البطولة تمثل أول نشاط رسمي للاتحاد الجديد، وهي بمثابة فرصة لاكتشاف إمكانيات اللاعبين، ومستوى الأندية والتحكيم. وقال مدرب النواعير، حكم الصباغ، لعنب بلدي في وقت سابق، إن هذه البطولة أظهرت مواهب مميزة تمثل نواة المنتخب الوطني. واعتبر عضو اتحاد الكرة ناصر عدنان، أن البطولة حققت إنجازًا إنسانيًا، إذ أعادت اللقاء بين الكوادر واللاعبين بعد انقطاع طويل.

مشاركة المقال: