الخميس, 13 نوفمبر 2025 10:21 PM

خيبة أمل واسعة النطاق: صدمة نتائج المفاضلة الجامعية تثير غضب الطلاب في سوريا

خيبة أمل واسعة النطاق: صدمة نتائج المفاضلة الجامعية تثير غضب الطلاب في سوريا

عبارة "لم يتم قبولك في أي من رغباتك ضمن المفاضلة" كانت القاسم المشترك الأكبر بين نتائج الطلاب السوريين هذا العام. تحوّل الترقب إلى صدمة جماعية بعد الارتفاع الكبير في معدلات القبول الجامعي، الذي وصفه الكثيرون بأنه "جنوني" وغير مبرر.

شذى الحموي، البالغة من العمر 20 عامًا، كانت من بين المتضررين. بعد سماح وزارة التعليم العالي لحملة الشهادات القديمة بالتقدم إلى المفاضلة، تجدد أملها في إكمال تعليمها الجامعي، لكن حلمها اصطدم بالمعدلات المرتفعة. وقالت شذى لسوريا 24: "تم رفض معظم أصحاب الشهادات القديمة، وجميع أصدقائي رُفضوا أيضًا. لقد أعطونا أملًا كاذبًا ثم سحبوه فجأة برفع المعدلات إلى أرقام شبه تامة، وكأن الهدف كان فقط إحباطنا."

تتساءل شذى، ومعها العديد من الطلاب، عن سبب هذا الارتفاع المفاجئ في المعدلات، وما الفائدة من فتح باب المفاضلة أمام الشهادات القديمة إذا كانت فرص القبول شبه معدومة.

ريم عبدالله، طالبة أخرى صُدمت من النتائج، عبّرت عن غضبها الشديد قائلة: "نحن طلاب هذا العام نتوجه إليكم بهذه الرسالة بعد أن أصبح ما يحدث في القبول الجامعي فضيحة تعليمية حقيقية لا يمكن التغاضي عنها. ما جرى ليس تغييرًا بسيطًا ولا تطويرًا للنظام، بل ظلمٌ فجائي دمّر مستقبل آلاف الطلاب، ورفع معدلات القبول إلى أرقام غير منطقية."

وتابعت ريم بانفعال: "كيف يقفز الطب البشري من 89 أو 90 إلى 99؟ أيّ عقلٍ يقبل هذا؟ وأيّ عدالة تسمح بأن تفتحوا التقديم لشهادات من عام 2011 إلى 2025 في الوقت نفسه؟ هل هذا نظام قبول أم سباق عشوائي بلا قواعد؟ قراركم سحق دفعة كاملة وأضاع مجهود سنوات. نطالب بإعادة النظر في نظام القبول من الأساس وبطريقة عادلة، لأن ما حدث لا يُقبل لا منطقيًا ولا أكاديميًا ولا إنسانيًا".

الاستياء امتدّ ليشمل الأهالي الذين أعربوا عن غضبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن المفاضلة هذا العام "غير واقعية" و"تفتقر إلى العدالة". وعلق أحد أولياء الأمور قائلًا: "المعدلات مرتفعة بشكل هستيري، الله يعين طلاب هالسنة، فوق كل التعب والظروف الصعبة التي مرّوا بها، يُصدمون في النهاية بأن أغلبهم لم يُقبل بأي من المفاضلات التي تقدموا إليها".

رد وزارة التعليم العالي: مفاضلة جديدة لملء الشواغر

في محاولة لامتصاص الغضب، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن نيتها إصدار مفاضلة جديدة لملء الشواغر خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكدة أن عدد المقاعد المتاحة يتجاوز ثلاثين ألف مقعد في الجامعات الحكومية والخاصة.

وجاء في بيان الوزارة: "سيتم قريبًا إصدار مفاضلة ملء الشواغر للطلاب غير المقبولين في المفاضلة العامة، وتشمل المفاضلة التعليم العام، التعليم الموازي، والتعليم الخاص. المشاركة متاحة لحملة الشهادة الثانوية السورية وغير السورية، إضافة إلى الشهادات الثانوية القديمة، بهدف تحقيق تكافؤ الفرص وتأمين مقعد جامعي لكل طالب مستحق وفق أسس القبول المعتمدة".

وأكدت الوزارة التزامها بمبدأ العدالة والشفافية في القبول الجامعي، وبأنها تعمل على دعم الطلاب في مسيرتهم الأكاديمية.

ورغم هذا الإعلان، ما يزال كثير من الطلاب يشككون في جدوى مفاضلة "ملء الشواغر"، متخوفين من أن تكون "فرصة شكلية" لا تعوّض حجم الخيبة التي خلّفتها المفاضلة الأولى، وسط دعوات لإعادة النظر جذريًا في نظام القبول الجامعي بما يضمن العدالة والوضوح لجميع الفئات.

مشاركة المقال: