الخميس, 27 نوفمبر 2025 01:22 PM

دراسة أسترالية تكشف: فوائد غير متوقعة لرعي الأغنام تحت الألواح الشمسية

دراسة أسترالية تكشف: فوائد غير متوقعة لرعي الأغنام تحت الألواح الشمسية

كشفت دراسة حديثة في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية عن نتائج مثيرة للاهتمام، حيث تم وضع 1700 خروف للرعي بين صفوف الألواح الشمسية في مزرعة ويلينغتون سولار فارم. تهدف هذه الدراسة العلمية إلى تقييم فوائد دمج الزراعة بتقنيات الطاقة المتجددة، وهو ما يُعرف بـ "الزراعة الشمسية" (Agrovoltaics).

قاد الدراسة باحثون من Lightsourcebp وEMM Consulting وElders Rural Services، وتعتبر هذه الخطوة من أبرز التجارب التي تجمع بين الإنتاج الحيواني والبنية التحتية للطاقة النظيفة. وقد كشفت الدراسة، بقيادة المتخصصة الزراعية سارة ميتشل، عن نتائج مفاجئة تتعلق بصحة الخراف وسلوكها وجودة صوفها.

تم تقسيم الأغنام إلى مجموعتين: الأولى ترعى في مراع مكشوفة تقليدية، والثانية تحت الألواح الشمسية، وفقا لـ leravi.org. وأظهرت النتائج اختلافات جوهرية بين المجموعتين، حيث انخفض الإجهاد الحراري بفضل الظل الذي وفرته الألواح، مما قلل من حالات الإرهاق وتراجع معدلات الطفيليات التي تنتشر عادة في البيئات الحارة والجافة.

وأشار الباحثون إلى أن الألواح الشمسية عملت كحاجز طبيعي يحمي الحيوانات من أشعة الشمس والرياح والتقلبات المناخية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على تحسن صحة القطيع، وزيادة نشاطه واستقراره السلوكي.

تقول الدكتورة جولي روبرتسون، الطبيبة البيطرية الرئيسية في المشروع: "توفير الظل عبر الألواح الشمسية خفّض مستويات الإجهاد، وقلّل الحمل الطفيلي، وأدى إلى قطيع أكثر صحة وصوف بجودة أفضل".

إحدى أبرز المفاجآت كانت تحسن جودة الصوف لدى الخراف التي ترعى تحت الألواح. فقد ساعدت الظلال في الحفاظ على رطوبة التربة، مما عزز نمو أعشاب أكثر غنىً بالقيمة الغذائية، الأمر الذي أدى إلى صوف أكثر سماكة وقوة ونموا أسرع مقارنة بالخراف المعرضة للشمس المباشرة. ويتوافق ذلك مع ما ذكرته دراسات زراعية سابقة عن الدور المحوري للراحة الحرارية في رفع إنتاجية المواشي.

وتلقى التجربة الأسترالية صدى عالميا، حيث تشهد أوروبا، وخصوصا فرنسا، تجارب مشابهة تؤكد النتائج ذاتها. فبحسب المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية (INRAE)، أدت مشاريع الزراعة الشمسية إلى تحسين رفاهية الحيوانات وجودة المراعي، إضافة إلى تعزيز إنتاج الطاقة الشمسية كمصدر اقتصادي للمزارعين.

ويرى خبراء الطاقة والزراعة أن دمج رعي الأغنام مع حقول الطاقة الشمسية يمثل نموذجا اقتصاديا مزدوجا، يتيح استخدام الأرض بكفاءة دون التضحية بالإنتاج الحيواني أو إنتاج الطاقة، كما يعزز هذا النموذج مرونة القطاع الزراعي في مواجهة التغيرات المناخية.

ويؤكد خبير الطاقة المتجددة مارتن لويس أن الزراعة الشمسية "تفتح مسارا جديدا للزراعة المستدامة، خاصة مع تنامي الضغوط المناخية على المراعي التقليدية".

وتطرح نتائج تجربة «ويلينغتون سولار فارم» أسئلة مهمة أمام المزارعين وصناع القرار حول مستقبل دمج الطاقة المتجددة بالزراعة، وإمكانية توسيع هذا النموذج ليصبح جزءا أساسيا من استراتيجيات الأمن الغذائي والانتقال الطاقي عالميا.

(albayan)

مشاركة المقال: