الأحد, 16 نوفمبر 2025 07:26 AM

دراسة تحذر: انبعاثات الوقود الأحفوري تسجل مستوى قياسياً في 2025 وهدف 1.5 درجة مئوية بات بعيد المنال

دراسة تحذر: انبعاثات الوقود الأحفوري تسجل مستوى قياسياً في 2025 وهدف 1.5 درجة مئوية بات بعيد المنال

باريس-سانا: كشفت دراسة حديثة اليوم عن توقعات بوصول انبعاثات الوقود الأحفوري العالمية إلى مستوى قياسي جديد خلال العام القادم، محذرة من أن تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بأقل من 1.5 درجة مئوية أصبح شبه مستحيل.

وأوضح تقرير صادر عن "مشروع الكربون العالمي" (Global Carbon Budget)، نشرته وكالة فرانس برس، أن الانبعاثات سترتفع بنسبة 1.1 بالمئة في عام 2025 مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى حوالي 38.1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون. ويعزو التقرير هذا الارتفاع إلى زيادة استخدام النفط والغاز والفحم، بالإضافة إلى عدم كفاية التقنيات المتجددة لتعويض الطلب المتزايد على الطاقة.

وأشار فريق العلماء الدوليين الذين أعدوا الدراسة إلى أن الكمية المتبقية من ثاني أكسيد الكربون التي يمكن إطلاقها للحفاظ على الاحترار ضمن حد 1.5 درجة مئوية تبلغ حوالي 170 مليار طن فقط، وهو ما يعادل أربع سنوات من الانبعاثات بالمعدلات الحالية، ما يجعل تحقيق هذا الهدف مستحيلاً من الناحية التقنية.

تزامن نشر الدراسة مع انعقاد مؤتمر المناخ (كوب 30) في مدينة بيليم بمنطقة الأمازون البرازيلية، حيث يلقي فشل الجهود العالمية في الحد من الانبعاثات بظلاله على المداولات، خاصة في ظل غياب الولايات المتحدة، ثاني أكبر مصدر للانبعاثات في العالم.

وسجلت الولايات المتحدة ارتفاعاً في انبعاثات الفحم بنسبة 7.5 بالمئة هذا العام نتيجة ارتفاع أسعار الغاز، ما أدى إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأكثر تلويثاً. كما ارتفعت الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي بسبب شتاء بارد زاد الطلب على التدفئة.

في المقابل، تراجعت وتيرة الزيادة في الانبعاثات في الهند بفضل توسع مصادر الطاقة المتجددة، فيما بدأت انبعاثات الصين، أكبر ملوث في العالم، بالاستقرار وفق التقرير.

يذكر أن اتفاق باريس للمناخ الذي وقع عام 2015 يهدف إلى حصر ارتفاع حرارة الأرض دون درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع السعي لإيقافه عند 1.5 درجة، إلا أن معظم الدراسات المناخية الحديثة تشير إلى أن العالم بات قريباً جداً من تجاوز هذا الحد، وسط استمرار اعتماد الاقتصادات الكبرى على الوقود الأحفوري رغم توسع الاستثمارات في الطاقة النظيفة.

مشاركة المقال: