دمشق-سانا: استضافت دمشق طاولة مستديرة نظمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" بالتعاون مع جهات معنية، لمناقشة التحديات التي تواجه تصدير المنتجات الزراعية السورية واستكشاف الفرص المتاحة لتعزيز تنافسية هذا القطاع. شارك في الاجتماع ممثلون عن مديريات الوزارة، واتحادي الغرف الزراعية والتجارية، وخبراء من منظمة الـ"فاو" وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP".
تركزت المناقشات حول العقبات الرئيسية التي تعترض الصادرات الزراعية، بما في ذلك القضايا اللوجستية، والقيود الإدارية، ومتطلبات الجودة الدولية. كما تم تحديد الفرص المحتملة لتعزيز القدرة التنافسية، واستعراض واقع الصادرات في الدول المجاورة، والتكاليف المرتبطة بعمليات التصدير، مع التأكيد على أهمية تشجيع المنتجات المحلية لتلبية احتياجات المواطنين وتحقيق الفائدة للقطاع الزراعي.
استعرض المشاركون أبرز المحاصيل الزراعية القابلة للتصدير، وأكدوا على أهمية التعاونيات الزراعية في دعم القطاع ومواجهة التحديات وتعزيز التنافسية. كما شددوا على ضرورة تشكيل مجموعة عمل مشتركة لتحويل هذه النقاشات إلى برامج عمل مستقبلية وتطوير التشريعات لتحسين واقع الصادرات.
أكد المشاركون على ضرورة دعم الزراعات التعاقدية للمزارعين لما لها من دور في زيادة الإنتاجية وتسويق المحاصيل دون وسطاء، وتقديم الدعم اللازم للمزارعين من خلال قروض ميسرة لأنظمة الري والطاقة الشمسية، وتكثيف المشاركة في المعارض، وتطوير التشريعات اللازمة لتحسين الواقع الزراعي. كما أشاروا إلى أهمية تعزيز المخابر التحليلية بالتعاون بين الفاو و"UNDP" لتلبية احتياجات السوق المحلية وتعزيز جودة الصناعات الغذائية وقدرتها التنافسية في الأسواق الخارجية.
أوضح وزير الزراعة أمجد بدر أن سوريا تمر بمرحلة إعادة بناء القطاع الزراعي، بدءاً من البنى التحتية وصولاً إلى تطوير المنتج الزراعي والاستفادة منه بأشكال مختلفة. وأشار إلى ضرورة استكمال سلسلة القيمة للمنتجات الزراعية لتعزيز تنافسية المنتج السوري في الأسواق الخارجية، نظراً لجودته العالية.
كما أشار وزير الزراعة إلى التحديات التي تواجه وصول المنتج المحلي إلى وضع تنافسي في الأسواق الإقليمية والدولية، بدءاً من تكاليف الإنتاج وأسعار مستلزمات العمل الزراعي، إضافة إلى العوائق في تأمينها. وأكد على أهمية تحسين الكفاءة الإنتاجية من خلال إدارة الموارد المتاحة بطريقة رشيدة لرفع الإنتاج وتقليل التكاليف.
وفي رده على المداخلات، أشار الوزير بدر إلى ضرورة تجنب اتخاذ قرارات قطعية عند مناقشة موضوع التصدير، والعمل بمرونة أكبر بما يتناسب مع تغيرات السوق وظروف الإنتاج، والتركيز على عمليات الترويج للمنتج قبل التصدير، وتعزيز الزراعة التعاقدية بين المزارعين والمصدرين.
أكد الممثل المقيم لمنظمة "الفاو" في دمشق طوني العتل على أهمية العمل المشترك لتحليل التحديات وبناء حلول عملية قابلة للتطبيق لتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية السورية وتحقيق فوائد مباشرة للمزارعين والمنتجين والعاملين في سلاسل القيمة. وأشار إلى أن تبادل الخبرات بين المشاركين يدعم مسار النهوض بالقطاع الحيوي ويعزز فرص الاستثمار فيه.
أكد مدير عام اتحاد غرف التجارة السورية عامر الحمصي أن تطوير القطاع الزراعي ودعم تصدير المنتجات الوطنية يمثلان أولوية استراتيجية لتعزيز دور القطاع في الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن الزراعة تعد من أكثر القطاعات توظيفاً للعمالة الوطنية، وخاصة في المناطق الريفية، ما يسهم في استقرار الريف وتنميته.
يذكر أن وزارة الزراعة ومنظمة الـ"فاو" عقدتا في الـ 22 من أيلول الماضي طاولة مستديرة لمناقشة سلسلة القيمة للزيتون في سوريا، وتحديد فرص الإنتاج والجودة والتصدير، وسبل تحسين البنية التحتية، واقتناء المستلزمات الزراعية الجيدة، وتشجيع الاستثمار.