زياد شعبو
في موسم دوري أبطال أوروبا الحالي، فرضت أندية نفسها على حساب أندية تاريخية أخرى، لتعود من جديد بطولة لها سياقها التنافسي الخاص المنفصل عن التنافس الكروي المحلي.
قدم من فرنسا ورأس من إنكلترا وأخرى من إيطاليا وإسبانيا الحاضرة دائما في هذه البطولة، ليجددوا مواعيد السهرة الصيفية الكروية المفضلة في الدور نصف النهائي من النسخة الـ 70 من دوري الأبطال.
باريس سان جيرمان في موسم أكثر تحديا، بقيادة لويس انريكي برفاهية حسم اللقب المحلي للدوري الفرنسي وبأريحية مطلقة، سيواجه أرسنال الإنكليزي الذي يقدم مستويات ثابتة مع الإسباني الآخر ميغيل أرتيتا رغم تلاشي فرصه بالمنافسة المحلية أمام ليڤربول.
مواجهة ستحمل رغبة بين الطرفين تبدو فيها الأفضلية للنادي الباريسي الذي يعيش انتعاشة فنية مثالية بعد رحيل كيليان مبابي إلى ريال مدريد، وقد نجح في تجاوز عقبة أحلام استون فيلا الرومانسية بنتيجة 5-4 في ربع النهائي.
عوامل قوة الفريق بجماعية العمل بين اللاعبين كمنظومة متناسقة تظهر ثقة عالية وأداء ثابت طيلة أوقات اللعب، إضافة إلى امتلاك انريكي لخيارات احتياطية واسعة تمكنه من اللعب بتشكليتين منفصلتين للفريق، فبديل برادلي باركولا الموهبة الفرنسية ديزيري دوي على سبيل المثال، وعودة عثمان ديمبلي للتوهج في هذا الموسم، ساعد الفريق في العديد من لحظات البطولة بتحركاته وسرعته المعهودة.
باريس يبدو محظوظا أمام أندية إنكلترا، فقد أقصى ليفربول واستون فيلا وتغلب على مانشستر سيتي ومواجهة أرسنال تقدم له طبقا معتاد الطعم .وحظوظ “سان جيرمان” بتحقيق الحلم الأوروبي الأول في تاريخه ستواجه هنا فريق لايحمل سوى هدف واحد أظهره أرسنال أمام أكثر الأندية الأوروبية خبرة وسطوة في تاريخ البطولة الأوروبية، والحديث هنا عن ريال مدريد، حيث تمكن فيها أرتيتا من حسم بطاقة نصف النهائي بعد فوزه في مجموع الذهاب والإياب بنتيجة 5-1.
أرسنال مع ديكلان رايس ومارتن اوديغارد وبوكايو ساكا وسرعات التحول بين الدفاع والهجوم والضغط العالي قد تكون حلول متاحة، ومع خيارات فنية أقل على دكة الاحتياط سيقدم أرسنال مواجهتين بتعليمات تكتيكية أكثر انضباطا أمام النادي الباريسي.
برشلونة بمواجهة انتر ميلان طريق إلى اللقب
في المقابل، وبمقاربة رقمية ستحمل مواجهة نصف النهائي الآخر من البطولة التي تجمع بين متصدر الدوري الإسباني برشلونة ومتصدر الدوري الإيطالي انتر ميلان، حظوظا متقاربة مع بقاء حساسية المنافسة المحلية حاضرة نفسيا على عقلية اللاعبين، فمن يحسم النصف نهائي لصالحه سيكون الأقرب لحمل ذات الأذنين مع تاريخ حاضر في البطولة لكليهما.
برشلونة الذي يقدم رفقة الألماني هانس فليك موسم أقرب للمثالية مع مواهب أكثر نضجا من المواسم السابقة، تجاوز عقبة دورتموند بمحصلة 5-3، وسيكون أمام اختبار بدني تكتيكي مرتفع أمام انتر انزاغي الذي أقصى بدوره بايرن ميونخ بمحصلة 4-3 في الدور ربع النهائي.
ومع اختلاف الهوية الفنية بين الناديين سنشاهد مباراة برشلونة أقرب فيها من انتر مع تنوع اللعب و الخيارات الفردية بتواجد لامين يامال و رافينيا و ليفاندوفسكي، فيما انتر سيعتمد على تحركات لوتارو ماتينز وخيارات السيطرة على وسط الملعب بحضور هاكان أوغلو وباريلا
الثلاثاء والأربعاء القادمين في الـ29 والـ 30 من نيسان الحالي موعدنا في عرض الذهاب من بطولة الاحلام، تابع شاهد واستمتع فهي عروض لا تعاد .