الأحد, 20 أبريل 2025 11:02 AM

دير الزور: الأهالي ينتظرون إعادة بناء الجسور لإنهاء المعاناة وتسهيل الحياة

دير الزور: الأهالي ينتظرون إعادة بناء الجسور لإنهاء المعاناة وتسهيل الحياة

دير الزور- عبادة الشيخ: تستمر معاناة الأهالي في محافظة دير الزور بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية، وخاصة الجسور الحيوية التي تربط ضفتي نهر الفرات. هذا الدمار، الناتج عن سنوات الحرب، أدى إلى تعطيل حركة التنقل وتضاعف تكاليف النقل، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان.

يطالب أهالي دير الزور الحكومة السورية بالبدء الفوري في إعادة إعمار الجسور المدمرة، بهدف استعادة حركة العبور بين الضفتين. فالنهر يعزل مدينة دير الزور عن ريفيها الشرقي وجزء من الشمالي، والعبور إلى المدينة أو المحافظات الأخرى يعتبر حاجة ملحة، خاصة للمرضى الذين يحتاجون إلى المستشفيات والمؤسسات الحكومية الواقعة على الجانب الآخر.

معاناة عمرها سنوات

المهندس المدني مالك الطراش يرى أن الجسور ليست مجرد بنى تحتية، بل شرايين حيوية تربط المدينة بأطرافها وتسهل حركة السكان والبضائع. ويضيف أن تدهور الجسور يعرض حياة الناس للخطر ويعوق التنمية الاقتصادية، مؤكدًا على ضرورة إجراء تقييم شامل وترميمها وفقًا للمعايير الهندسية الحديثة، مع مراعاة الظروف المناخية والجيولوجية للمنطقة.

رجب الكدرو، وهو معلم مدرسة، يرى أن إعادة تأهيل الجسور ستساهم في تحسين فرص التعليم للأطفال، حيث يضطر العديد من الطلاب لقطع مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم. ويضيف أن تدهور الجسور يجعل رحلتهم أكثر صعوبة وخطورة، معتبرًا أن إعادة التأهيل ستسهل وصولهم وتوفر لهم بيئة تعليمية آمنة ومستقرة، بالإضافة إلى تسهيل حركة المعلمين والموارد التعليمية.

أمل بإعادة الإعمار

تواجه محافظة دير الزور تحديات كبيرة في إعادة إعمار الجسور، أبرزها حجم الدمار الهائل. قاسم الجعدان، مدير المكتب الإعلامي للمحافظة، أوضح أن وضع الجسور خضع لتقييم شامل، وتم وضع الدراسات المناسبة لإعادة تأهيلها ومراسلة رئاسة مجلس الوزراء للحصول على الموافقات والتمويل اللازم.

وأضاف أن الحكومة قامت بتأهيل معابر مؤقتة لتأمين تنقل المواطنين بشكل إسعافي، بالإضافة إلى توفير "عبّارات" لتسهيل نقل الآليات والمواطنين تحت إشراف مديرية الخدمات الفنية. كما تسعى المحافظة لتأمين معدات هندسية عالية التقنية والتواصل مع المنظمات والجهات الدولية لتمويل هذه المشاريع.

ما أهمية الجسور

توفر الجسور وسيلة أسرع وأسهل وأوفر للسفر. فبعد تدميرها، اضطر المواطنون للتنقل عبر سفن صغيرة، مما زاد من التكاليف. كما أن وجود الجسور يؤدي إلى إنشاء ممرات اقتصادية تسهل تبادل المنتجات الزراعية والحيوانية، وتعزز العلاقات الاجتماعية بين أهالي الضفتين. ويضطر الطلاب في الريف الشمالي لعبور النهر للوصول إلى مدارسهم في المدينة، مما يجعل الجسور ممرًا حيويًا لهم.

تدمير الجسور قطّع أوصال المحافظة

وثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" 29 حادثة اعتداء على جسور المحافظة منذ عام 2011 وحتى آذار 2017، توزعت بين قوات النظام السوري السابق، و"التحالف الدولي"، و"التنظيمات المتشددة"، والقوات الروسية، وجهات مجهولة. وفي 3 تشرين الثاني 2017، أعاد النظام السيطرة على مدينة دير الزور، وأشار محافظ دير الزور حينها إلى أن المدينة تحتاج إلى ستة مليارات ليرة سورية كـ"حالة إسعافية" لإعادة إعمار البنى التحتية.

مشاركة المقال: