الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 07:43 PM

رسائل قوية من دمشق إلى "مسد" و"قسد" عقب مؤتمر صحفي كردي

رسائل قوية من دمشق إلى "مسد" و"قسد" عقب مؤتمر صحفي كردي

وجهت زيارة وفد حزب «الوسط» الكردي، أحد أحزاب “المجلس الوطني الكردي”، إلى دمشق والتصريحات التي أدلى بها رئيسه، شلال كدو، رسائل سياسية هامة إلى ما يسمى “مجلس سوريا الديمقراطية- مسد” وذراعه المسلح “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”.

أكدت هذه الرسائل أن الحكومة السورية هي المرجع الأساسي في كل ما يتعلق بالشؤون الداخلية للبلاد، كما أنها تؤكد وجود قوى كردية حريصة تسعى لإيجاد حل لقضية شمال وشمال شرق سوريا.

تأسس المجلس الوطني الكردي أواخر عام 2011، وكان يتكون حينها من 11 حزبًا كرديًا سوريًا، ثم ارتفع عددها إلى 15 حزبًا في منتصف عام 2012. ويعد حزب «الوسط» الكردي أحد أكبر أحزاب هذا المجلس.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في دمشق، صرح كدو قائلاً: "سوريا تُبنى من العاصمة، ونحن في ضيافة الحكومة السورية والشام عاصمتنا وسنعمل من دمشق". تحمل هذه الكلمات رسائل واضحة إلى “مسد” و”قسد”، اللذين يسيطران على الحياة السياسية في مناطق شمال شرق سوريا، مفادها أن الحكومة السورية هي صاحبة القرار في الشؤون الداخلية وحل القضايا العالقة.

وفيما يبدو أنها دعوة إلى “مسد” و”قسد” للمشاركة في بناء البلاد والنهوض بها، شدد كدو على أن "الشعب السوري برمته يجب أن يتكاتف لبناء سورية كون النظام البائد ترك لنا خراباً وعلينا التكاتف جميعا لبناء سوريا".

كما كانت رسائل كدو لـ”مسد” و”قسد” واضحة بشأن الكف عن المماطلة في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، الذي ينص على دمج مؤسسات ما تسمى «الإدارة الذاتية» في شمال وشمال شرق سوريا في وزارات ومؤسسات الدولة السورية، معتبراً أن تنفيذ هذا الاتفاق "أمر حيوي". وأشار إلى أنه لم يتم تنفيذ أي من مخرجات ما يسمى "مؤتمر وحدة الصف الكردي" على الأرض، وأن رئاسة الجمهورية العربية السورية كان لها بيان واضح منه هذا المؤتمر.

وفي إشارة جلية إلى ضرورة تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، عدّ كدو أن تنفيذه سيكون في مصلحة سوريا وجميع شعبها وبمصلحة الكرد.

وفي سياق يدحض شعارات الديمقراطية التي ترفعها “مسد” و”قسد”، أكد كدو أن هناك "استفزازات في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” أبرزها مسألة التجنيد الإجباري وتغيير المناهج وإغلاق المدارس، وتجاوزات أخرى"، موضحاً أن المجلس الوطني الكردي كان له مواقف واضحة من جميع التجاوزات السابقة وهناك بيانات متاحة للجميع وسيستمر باصدار مواقفه من أي تجاوزات.

وفي ظل إصرار كل من “مسد” و”قسد” على الهيمنة على الحياة السياسية في مناطق نفوذهم بشمال شرق سوريا، لم تنجح عدة محاولات جرت في السنوات القليلة الماضية لإنشاء تحالف بين أحزاب ما تسمى "الإدارة الذاتية" الكردية وأحزاب “المجلس الوطني الكردي”.

ويرى مراقبون أن زيارة وفد حزب «الوسط» الكردي إلى دمشق والتصريحات التي أطلقها رئيسه يمكن أن تشجع العديد من الأحزاب الكردية للقيام بزيارات مماثلة، وخصوصاً في ظل فتح القيادة والحكومة السورية أبوابها لكل من يريد الخير لسوريا وشعبها.

مشاركة المقال: