كشفت مصادر سورية خاصة أن روسيا بدأت منذ أيام باستدعاء ضباط سابقين من الجيش السوري المنحل إلى قاعدة "حميميم"، وذلك تحضيراً لإنشاء جهاز أمني وعسكري جديد في منطقة الساحل السوري.
وأوضحت المصادر، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن الضباط المستدعين هم من رتبة نقيب فما فوق، وأن الروس يقومون بتوقيع عقود معهم للخدمة تحت إشراف القوات الروسية في سوريا.
المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته وهو من بين الضباط الذين تم التواصل معهم، أشار إلى أن الاستدعاءات بدأت قبل أسبوع، وأن الروس يمهدون لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الحكومية السورية من الساحل، دون تحديد ما إذا كان هذا الانسحاب باتفاق مع الروس أم نتيجة لاتفاق دولي سيتم الإعلان عنه قريباً.
دوريات وغطاء جوي
يتزامن هذا التطور مع تكثيف القوات الروسية لتحركاتها العسكرية في الساحل السوري منذ حوالي أسبوع، حيث تقوم بتسيير دوريات في بانياس وجبلة بشكل خاص، وهما المنطقتان اللتان شهدتا المجازر الرئيسية في الساحل السوري في مارس/آذار الماضي، بالإضافة إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس بشكل أقل.
وترافق الدوريات الروسية في المدن الساحلية الرئيسية تغطية جوية مكثفة من المروحيات العسكرية الروسية التي تُشاهد لساعات متواصلة على طول الساحل السوري في الأيام الأخيرة.
مخطط للتقسيم
وكانت مصادر سورية داخل وخارج سوريا قد تحدثت عن وجود مخطط لتقسيم سوريا يتم الإعداد له منذ بدء مجازر الساحل في الشهر الماضي، حيث ستكون منطقة الساحل تحت إشراف القوات الروسية، وذلك بالتوافق مع القوى الإقليمية والدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وإسرائيل، وهي القوى الفاعلة في الملف السوري، وفقاً لما نقله الموقع الإخباري المذكور.
وذكرت المصادر أن المطالب التي أرسلها الرئيس الأمريكي للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع تتضمن شروطاً حول المقاتلين الأجانب والحكومة الموسعة ومحاربة "داعش" وغيرها، ولكن تم إسقاط أي شرط يتعلق بالوجود الروسي في سوريا، وهو ما كانت تصر عليه إدارة جو بايدن وحلفائها الأوروبيين في الشهر الأول من وصول الشرع وفريقه إلى قصر الشعب.
وترى المصادر أن إدارة ترامب أعطت روسيا الضوء الأخضر فيما يتعلق باستمرار وجودها في الساحل السوري، بينما تدعم إسرائيل بشدة بقاء القوات الروسية كضامن لعدم تمدد تركيا في سوريا، ولا تمانع تركيا من جهتها أيضاً هذا الوجود، لأنه كان في صلب اتفاقها مع الروس قبيل إسقاط نظام الأسد.
وقبل يومين، استنفرت القوات الروسية في قاعدة طرطوس، على إثر ما قيل إنها تدريبات عسكرية كانت تجريها فصائل مسلحة تابعة لوزارة الدفاع السورية الجديدة، تم خلالها إطلاق صواريخ أرض جو من قاعدة قرب المدينة يشغلها مقاتلون أجانب.
وقالت مصادر إعلامية وأهلية إن القوات الروسية أسقطت طائرة مسيرة تابعة للفصائل، وقامت بتسيير دوريات على امتداد الساحل السوري.