الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 10:19 PM

سوريا: خطر الألغام يهدد المدنيين وجهود مستمرة لإزالة مخلفات الحرب

سوريا: خطر الألغام يهدد المدنيين وجهود مستمرة لإزالة مخلفات الحرب

على الرغم من انتهاء العمليات الحربية في سوريا، لا تزال مخلفات الحرب تشكل تهديدًا خفيًا لحياة المدنيين. تتواصل الجهود من قبل الجهات المعنية والمنظمات الدولية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتطهير البلاد من الألغام والذخائر غير المنفجرة.

تواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملياتها الميدانية في مناطق سورية متعددة للكشف عن الألغام والذخائر التي خلفتها الحرب التي استمرت 13 عامًا وانتهت بسقوط نظام الأسد في أواخر عام 2024. تستخدم فرق اللجنة أجهزة كشف المعادن (Subsurface Search) لعمليات المسح المكثف في المناطق المتضررة، بالإضافة إلى تقنية "الخطاف والحبل" لسحب الذخائر عن بعد بطريقة آمنة.

تشير بيانات المرصد الدولي للألغام الأرضية إلى أن الذخائر غير المنفجرة تسببت في مقتل أو إصابة أكثر من 13 ألف شخص في سوريا منذ عام 2011. تعتبر بلدة برلهين في ريف حلب الشرقي، التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، من بين أخطر المناطق الملوثة بالذخائر.

أكد سامر حداد، المسؤول في وحدة الحد من آثار التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في حديث لوكالة الأناضول، على أهمية هذه الجهود مع عودة السكان إلى البلدة. وأضاف: "خلال الأشهر الستة الماضية، قمنا بمسح حوالي 3 كيلومترات مربعة من الأراضي وأزلنا أكثر من 400 ذخيرة غير منفجرة من المنازل والحقول الزراعية". وأشار إلى تفجير نحو 100 قطعة ذخيرة بشكل آمن، وتنظيم جلسات توعية بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري في حلب استفاد منها حوالي 2500 شخص.

نضال بكرو، من بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي، صرح للأناضول بأنه فقد ساقه نتيجة انفجار لغم أثناء توجهه إلى حقله بالقرب من "اللواء 46". وأضاف: "تلقيت العلاج في المستشفيات لمدة تقارب 5 أشهر، وأنتظر الآن تركيب ساق اصطناعية". وأوضح أن حقله كان يقع على خط الجبهة، وأنه أراد زيارته لجلب الحطب بعد انسحاب قوات النظام من المنطقة، لكن انفجار اللغم غيّر حياته بالكامل. وحذّر الأهالي من الذهاب إلى أراضيهم قبل إبلاغ فرق إزالة الألغام، مؤكدًا أن الوضع في الحقول ما زال شديد الخطورة.

أكد بكرو أن الألغام التي زرعتها قوات النظام السابق وبقايا الحرب لا تزال تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، مشددًا على أهمية تنسيق الجهود بين السلطات وفرق الدفاع المدني.

تعلن السلطات السورية من حين لآخر عن سقوط قتلى أو إصابات جراء انفجار مخلفات الحرب التي شنها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد على البلاد طيلة 13 عامًا (2011-2024). وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهيةً بذلك 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد. وبسقوط العاصمة، انتهى عهد بشار الأسد بعد 24 عامًا في السلطة، في محطة فارقة من تاريخ البلاد السياسي والمعاصر.

منذ ذلك الحين، تبذل الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع جهودًا مكثفة لضبط الأمن وإعادة الاستقرار، وسط تحديات كبيرة خلّفتها سنوات الحرب الطويلة وما أفرزته من دمار واسع. (ANADOLU)

مشاركة المقال: