في خطوة مهمة لتعزيز الأمن الغذائي وإعادة الإعمار، وقّعت المؤسسة العامة السورية للحبوب مذكرة تفاهم مع الشركة الأردنية للمطاحن لإعادة تأهيل وتشغيل مطحنة تل بلاط في حلب. تهدف هذه الشراكة إلى تفعيل التشاركية بين القطاعين العام والخاص.
تتضمن المذكرة تحديث التجهيزات الفنية للمطحنة ورفع كفاءتها الإنتاجية، وذلك بهدف توفير طحين عالي الجودة يلبي احتياجات المخابز ويساهم في استقرار مادة الخبز، التي تعتبر سلعة حيوية للمواطنين.
أكد مدير عام المؤسسة، حسن العثمان، أن هذه الشراكة تمثل خطوة محورية في مسار إعادة الإعمار الصناعي وتعزيز الأمن الغذائي. وأشار إلى أنها ستساهم في خلق فرص عمل ودعم الدورة الاقتصادية المحلية في حلب.
من جانبه، أوضح ممثل الشركة الأردنية، علي خليل السلمان، أن المشروع سيؤدي إلى رفع الإنتاج وتقليل الهدر والتكاليف، مما يسهم في تحسين جودة وسعر الطحين المنتج محلياً.
يأتي تأهيل مطحنة تل بلاط ضمن سلسلة مشاريع تنموية تستهدف تحديث البنى الصناعية الاستراتيجية ودعم الاقتصاد الوطني من خلال إدخال شركاء متخصصين يمتلكون خبرات تشغيلية وتقنية متقدمة.
يعتبر هذا المشروع نموذجاً عملياً لعودة الاستثمارات الإقليمية إلى سوريا في قطاع حيوي، حيث يساهم في تعزيز الأمن الغذائي، وتخفيض الاعتماد على المطاحن المتضررة أو المستوردة، وخفض تكاليف الإنتاج من خلال تقليل الهدر والاعتماد على تقنيات أكثر كفاءة، وتحريك سوق العمل في محافظة حلب المتضررة اقتصادياً، بالإضافة إلى رفع جودة الطحين وبالتالي تحسين نوعية الخبز وسعره.
من الناحية الاقتصادية، تشير هذه الشراكة إلى عودة تدريجية لتدفقات استثمارية عربية، وإلى ثقة أكبر بقطاع الصناعات الغذائية، مما يساعد على بناء قاعدة إنتاجية قادرة على دعم النمو في المرحلة المقبلة.