الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 06:52 PM

عمال غزل جبلة يواجهون دواماً إجبارياً بلا عمل ورواتب متأخرة ومشاكل في المرافق

عمال غزل جبلة يواجهون دواماً إجبارياً بلا عمل ورواتب متأخرة ومشاكل في المرافق

يعاني عمال وعاملات معمل غزل جبلة من ظروف عمل صعبة، حيث يجلسون في ساحة المعمل بعد إيقاف الإجازة المأجورة وإلزامهم بالدوام اليومي لمدة 7 ساعات، دون الحصول على رواتبهم منذ حوالي 3 أشهر، بالإضافة إلى عدم توفر أماكن جلوس مناسبة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه.

سناك سوري-خاص

أوضح رئيس اللجنة النقابية في معمل غزل جبلة، “غدير عجيب” لـ “سناك سوري”، أن العمال عادوا من الإجازة المأجورة مع بداية شهر أيلول الجاري، مشيراً إلى أن المعمل متوقف عن العمل لعدة أسباب، منها نقص المواد الأولية وانقطاع الكهرباء والمياه. وأضاف أن العمال هم عمال إنتاج ولا يوجد مكان مخصص لجلوسهم سوى ساحة المعمل والطرقات الخارجية بسبب توقف الآلات.

وأشار “عجيب” إلى أن صالة العمل مغلقة تماماً، وأن انقطاع الكهرباء يمنع التهوية، مما يجعل الجلوس فيها غير ممكن. وأكد أنه بعد إلغاء الإجازة المأجورة، أُلزم العمال بالدوام يومياً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة ظهراً، مع تسجيل الحضور اليومي.

يؤكد “عجيب” أن أغلب العمال هن من النساء، مما يزيد من صعوبة الوضع بسبب الحاجة إلى استخدام المرافق الصحية خلال ساعات الدوام الطويلة. كما يواجه العمال والعاملات مشكلة في تأمين أجور المواصلات، حيث أن بعضهم يستدين لتغطية هذه التكاليف بسبب توقف الرواتب منذ حوالي 3 أشهر. وأوضح “عجيب” أن المعمل يعتمد على بيع الإنتاج لتغطية الرواتب، ولكنه متوقف حالياً بسبب استيراد الملابس بأسعار أقل من المنتج المحلي. وأشار إلى أن النظام الداخلي للشركات الإنتاجية ينص على توفير وسائل نقل للموظفين.

بالإضافة إلى مشكلة المواصلات، يواجه بعض العمال والعاملات صعوبات في تسديد القروض والالتزامات البنكية بسبب توقف الرواتب. وكانت حكومة تصريف الأعمال قد منحت آلاف الموظفين الحكوميين إجازات مأجورة لمدة 3 أشهر، تم تمديدها مرتين قبل أن تقرر الحكومة إيقافها ودعوة الموظفين للالتحاق بوظائفهم مع بداية أيلول الجاري.

استقالة

قرر بعض العمال الذين لديهم سنوات خدمة تزيد عن 25 عاماً تقديم استقالتهم، بينما يتمسك آخرون بالوظيفة لعدم وجود فرص عمل بديلة. سلوى، البالغة من العمر 38 عاماً، تعيش في ريف جبلة، وتقول لـ”سناك سوري” إنها تحتاج يومياً إلى 30 ألف ليرة لتغطية أجور المواصلات، وتستدينها من شقيقها على أمل الحصول على الرواتب المتأخرة. أما فهيم، البالغ من العمر 54 عاماً، فقد قرر تقديم استقالته بعد 26 عاماً من الخدمة، مشيراً إلى أنه لا يستطيع تحمل تكاليف المواصلات مع انعدام الرواتب.

نداء إلى اتحاد عمال اللاذقية

نقابة عمال شركة الغزل والنسيج في اللاذقية خاطبت اتحاد العمال باللاذقية عبر كتاب رسمي بتاريخ 21 أيلول الجاري، وأوضحت أن شركة الغزل والنسيج في المنطقة الساحلية متوقفة عن العمل لأسباب خارجة عن إرادة العمال، وهي عدم توفر المادة الأولية “القطن”، وانقطاع المياه والكهرباء عن المعامل، بالإضافة إلى عدم تأمين وسائل نقل للعمال.

وطالبت النقابة اتحاد العمال بمخاطبة الجهات المختصة للنظر في وضع الدوام، والإسراع بصرف الرواتب المتأخرة لتصبح بشكل شهري، مع تأمين وسائل نقل لتخديم العمال أو منحهم بدل مواصلات شهري، مشيرة إلى أن مخزون معمل الغزل والنسيج يقدر قيمته بنحو 300 مليار ليرة سورية.

وختاماً، يقضي مئات العمال والعاملات ساعات دوام طويلة في انتظار إنتاج متوقف ورواتب متأخرة، مع تراكم تكاليف المواصلات والالتزامات البنكية. الحلول العاجلة واضحة: صرف الأجور المتأخرة، تأمين نقل أو بدل مواصلات، وتوفير مرافق صحية وتهوية إلى حين عودة خطوط الإنتاج.

المخاطبات النقابية وصلت إلى اتحاد عمال اللاذقية، وتنتظر رداً من الجهات المعنية بخطة زمنية لاستئناف العمل وصون الحد الأدنى من شروط الكرامة والسلامة المهنية، وسيتم تحديث المادة فور ورود أي رد رسمي.

مشاركة المقال: