الخميس, 4 ديسمبر 2025 08:17 PM

عودة الحياة إلى حلب: حرفيون شباب يعيدون بناء الاقتصاد بعد التحرير

عودة الحياة إلى حلب: حرفيون شباب يعيدون بناء الاقتصاد بعد التحرير

حلب-سانا: تتلاقى قصص أحمد بسطاتي وأحمد غول وياسمين قطايا في نقطة محورية: العودة إلى الوطن بعد سنوات من اللجوء. يمثل التحرير بداية فصل جديد لهؤلاء المنتجين الشباب، الذين وجدوا في مدينتهم أرضًا خصبة لإعادة بناء مشاريعهم وتحقيق أحلامهم. ومع بدء مرحلة التعافي وإعادة الإعمار، يعلق أصحاب المشاريع الصغيرة آمالًا كبيرة على دورهم في تنشيط الاقتصاد المحلي واستعادة مكانة حلب الصناعية.

سنوات التهجير القسري لم تخمد جذوة الإبداع لديهم، بل حولت المعاناة إلى حافز للابتكار والعمل. فبعد أن حملت منتجاتهم لسنوات عبارة "صنع في تركيا بأيادٍ سورية"، يعود كل منهم اليوم بخبرة اكتسبها في بلاد الاغتراب، ليزرعها في أرض الوطن، على أمل أن تثمر إنجازات جديدة تعوض سنوات الألم والظلم.

تقول ياسمين قطايا، صانعة الأشكال المنزلية، لمراسل سانا: إن التحديات التي تواجهها بعد العودة إلى حلب لا تقل عن الشوق الذي حملته معها، مؤكدةً أن هذا المزيج يمنحها إصراراً أكبر على الإنتاج والاعتماد على الإبداع الذي يصل مباشرة إلى المستهلكين.

وترى قطايا أن سوريا عامة وحلب خاصة، تعيشان اليوم مرحلة وفرة في الفرص، حيث يستطيع كل مبدع أن يثبت مكانه في السوق، داعية المغتربين إلى العودة والمساهمة في بناء الوطن، "فكل حجر صغير يصنع وطناً حين تجتمع الأحجار معاً".

أما الصناعي أحمد غول، العامل في مجال صناعة الألمنيوم، فقد عاد إلى حلب ليحوّل أقبية منزله المتضرر إلى ورشة صغيرة تؤمّن دخلاً لعائلته. استثمر غول ما ادّخره خلال سنوات الغربة لإعادة إعمار بنايته في أحد الأحياء التي شهدت حصار الأهالي وتهجيرهم القسري عام 2016 على يد النظام البائد، ليعود صوت الحرفيين ويرتفع من جديد في شوارع كانت شاهدة على الألم.

بدوره، ينقل الصناعي رائد بسطاتي خبرة عشر سنوات من العمل في تركيا إلى حلب، واصفاً قرار العودة بأنه "عودة إلى الأساس". أعاد بسطاتي تشغيل آلاته التي أحضرها معه من الاغتراب ليبدأ بإنتاج حقائب نسائية بآليات متطورة، مؤكداً أن العمل في الوطن يمنح الجهد معنى مختلفاً.

تمثل قصص هؤلاء المنتجين الثلاثة نموذجاً مصغّراً لحالة عامة تشهدها مدينة حلب، حيث تتزايد وتيرة عودة الأهالي من الاغتراب، مدفوعين بأمل جديد يتمثل في إعادة تفعيل الورش والمصانع وتسخير الخبرات والإمكانات لخدمة الإنتاج والتنمية الاقتصادية. ومع كل ورشة تُفتح وكل آلة تعود للدوران، تستعيد حلب شيئاً من روحها التي عُرفت بها لعقود كعاصمة للصناعة السورية.

مشاركة المقال: