تواجه بلدة كفر سجنة في ريف إدلب الجنوبي وضعًا معقدًا بعد سنوات من النزوح والدمار. مع عودة تدريجية للأهالي، يبرز خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة، مما يهدد حياة السكان ويعرقل إعادة الإعمار والاستقرار.
1250 عائلة عادت رغم التحديات
أفاد رئيس المجلس المحلي مصطفى العبدالله بأن 1250 عائلة عادت إلى البلدة من أصل 3600. العائلات العائدة قدمت من مناطق مختلفة، بما في ذلك 40 عائلة من لبنان، و25 من تركيا، و90 من مناطق النظام، و1095 من مخيمات النزوح الداخلي. ومع ذلك، لا تزال آلاف العائلات غير قادرة على العودة بسبب الدراسة، وتضرر المنازل، والوضع المادي الصعب.
ألغام منتشرة وأرواح مهددة
نظرًا لوقوع البلدة على خط المواجهات، تنتشر الألغام والصواريخ والقنابل غير المنفجرة في الأحياء وعلى الأطراف. قام المجلس المحلي بتسجيل مواقع الألغام، لكن الاستجابة من الدفاع المدني وفرق الهندسة محدودة بسبب الضغط الكبير. اضطر بعض السكان إلى استدعاء فرق هندسية خاصة لإزالة الألغام، بينما تعامل آخرون مع الأجسام المشبوهة بوسائل بدائية، مما أدى إلى إصابات خطيرة.
جهود أهلية لإعادة الترميم والخدمات
هناك مبادرات مجتمعية لدعم العائلات العائدة، بما في ذلك التبرع بتكاليف النقل والمساهمة في تأهيل المنازل. تم ترميم جزئي لمدرستين تستقبلان أكثر من 300 تلميذ.
غياب الجهات المختصة يدفع الأهالي للتعامل العشوائي
الناشط الإعلامي علي العيسى ذكر أن البلدة لا تزال تحتوي على ألغام ومخلفات حرب، وقد سجلت عدة إصابات مؤخرًا. لم تصل أي جهة مختصة حتى الآن، مما اضطر الأهالي للتعامل مع المخلفات بأنفسهم بوسائل بدائية وغير آمنة، مثل إطلاق النار عليها أو إشعال النيران حولها. تمكن الأهالي من إزالة بعض الألغام القريبة من المنازل، لكن أجزاء واسعة لا تزال خطرة.
إصابات وبتر أطراف نتيجة انفجارات متكررة
أحد الحوادث البارزة وقعت الأسبوع الماضي، حيث أُصيب شخص بشظايا أثناء محاولته التعامل مع جسم مشبوه. تم تسجيل حالات أخرى أدت إلى بتر أطراف وإصابات متفاوتة.
مخاوف الأمهات تعيق العودة
مريم مصطفى، أم لثلاثة أطفال، لا تفكر في العودة بسبب الخوف من الألغام. وتضيف أنها لن تعود قبل التأكد من أن المنطقة آمنة تمامًا. شهادة مريم تعكس قلق العائلات النازحة، وتسلط الضوء على أهمية إزالة الألغام لعودة آمنة.
خطر الألغام يهدد مستقبل البلدة
على الرغم من عودة جزء كبير من الأهالي، فإن انتشار الألغام وغياب الجهات المتخصصة يعرض حياة السكان للخطر ويعرقل الإعمار. يأمل الأهالي أن يتم إدراج البلدة ضمن أولويات حملات إزالة الألغام لتأمين عودة آمنة وشاملة.