الجمعة, 4 يوليو 2025 07:29 AM

غضب في حلب بعد إزالة تمثال ساحة سعد الله الجابري وتحطمه أثناء النقل

غضب في حلب بعد إزالة تمثال ساحة سعد الله الجابري وتحطمه أثناء النقل

أثارت عملية إزالة التمثال من ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب، اليوم الخميس، موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. انتشرت مقاطع فيديو تُظهر سحب التمثال بواسطة شاحنة، ما أدى إلى تحطم جزئه العلوي بشكل كامل.

الحادثة، التي وقعت في وقت متأخر من الليل ودون سابق إنذار، سلّطت الضوء على تخبط واضح في تعامل المؤسسات الرسمية مع ملف إعادة تأهيل واحدة من أبرز ساحات المدينة. حاولت بعض الجهات تبرير ما حدث بالقول إن التمثال كان يعيق الرؤية نحو الشاشة الإعلانية التي تم تركيبها حديثا في الساحة، وأكدت أن الأضرار وقعت أثناء نقله بعناية إلى الجهة اليسرى. في المقابل، جاء بيان صادر عن مديرية الآثار والمتاحف في حلب ليقدّم رواية مختلفة.

وقالت المديرية، في بيان رسمي، إن نقل ما يُعرف بـ “تمثال الشهداء” تم ضمن خطة محافظة حلب لإعادة تأهيل الساحة، وذلك “حفاظاً على التمثال وعلى قيمته الفنية”، على أن يُصار لاحقاً إلى ترميمه وصيانته من قبل مختصين. وأوضح البيان أن الإجراء يهدف أيضاً إلى تهيئة الساحة بشكل أفضل لإقامة الفعاليات، بعد أن تسبب التمثال بحجب الرؤية عن الشاشة المركزية.

غير أن هذه التوضيحات لم تُقنع شريحة واسعة من سكان المدينة، خصوصاً أن غضب الشارع كان قد بدأ منذ أشهر مع إعلان التصميم الجديد للساحة، والذي خلا من التمثال الشهير، وهو ما اعتبره كثيرون طمساً متعمداً لرمز تاريخي مهمّ. تعود أهمية التمثال إلى كونه عملاً للنحات السوري المعروف عبد الرحمن مؤقت، ويخلد ذكرى شهداء جلاء الاستعمار الفرنسي عن سوريا.

تُظهر منشورات سابقة للشركة المنفّذة أن نية إزالة التمثال كانت مطروحة منذ البداية، حيث نُشر تصميم جديد للساحة يتضمن مجسماً بديلاً، لكن الشركة تراجعت عن هذا التوجه بعد حملة اعتراضات واسعة دفعتها لحذف المنشور لاحقاً.

في الأوساط الشعبية، تتصاعد الدعوات لمساءلة الجهة التي أمرت بإزالة التمثال ليلاً رغم رفض الأهالي، لا سيما أن هذا النُصب يمثّل جزءاً أصيلاً من ذاكرة السكان والإرث العمراني للمدينة.

مشاركة المقال: