الجمعة, 29 أغسطس 2025 12:52 AM

فوج طرطب: معاناة مستمرة للنازحين من عفرين بسبب نقص الخدمات والمخاطر

فوج طرطب: معاناة مستمرة للنازحين من عفرين بسبب نقص الخدمات والمخاطر

القامشلي – نورث برس

في أعقاب الأحداث التي شهدتها المنطقة في أواخر العام الماضي، تدفق مئات العائلات النازحة من مخيمات شهباء وريف عفرين إلى مناطق الجزيرة، وذلك في ظل نقص حاد في مراكز الإيواء وعدم قدرة الكثيرين على استئجار مساكن. هذا الوضع دفع العديد من العائلات إلى اللجوء إلى المدارس أو المباني غير المكتملة، وحتى نصب الخيام. اختار البعض الإقامة داخل فوج طرطب العسكري التابع للنظام السابق، والواقع في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي، على الرغم من المخاطر الكامنة وغياب الخدمات الأساسية.

معاناة النازحين

حليمة يوسف، نازحة من مدينة عفرين، تحدثت لنورث برس قائلة: "نزحت من عفرين عام 2018 ومكثنا في شهباء حوالي سبع سنوات. بعد الأحداث الأخيرة، توجهنا مباشرة إلى فوج طرطب. في البداية، كان وضع الكهرباء والمياه مقبولاً، ولكن بعد مرور أشهر، بدأت المعاناة مع انقطاع الكهرباء ونقص المياه الصالحة للشرب، مما اضطرنا إلى الاعتماد على صهاريج مياه غير نظيفة."

وأضافت يوسف أن مطالباتهم المتكررة بتوفير الخدمات لم تلق أي استجابة، إلى أن تدخل مجلس عفرين لتركيب ألواح طاقة شمسية وتوفير مياه الصهاريج بشكل متقطع. وأشارت إلى أن عدد العائلات في الفوج انخفض من حوالي 92 عائلة إلى 70 فقط نتيجة للظروف المعيشية الصعبة والإهمال الكبير. وأوضحت: "نحن نعيش بين العقارب والأفاعي، ونتعرض لحالات لدغ متكررة. لا يوجد أمان أو حماية، ونبقى ساهرين طوال الليل لحراسة أطفالنا. أمنيتنا الوحيدة هي العودة إلى عفرين، فليس هنا ما يعوضنا عن بيتنا وأرضنا."

غياب الخدمات الأساسية

من جهته، وصف علي عبدو، وهو نازح آخر من عفرين ومقيم في الفوج منذ أربعة أشهر، الوضع بالسيئ، قائلاً لنورث برس: "من ناحية الماء والكهرباء، الوضع مقبول نسبياً، ولكن المأساة تكمن في غياب النقاط الطبية والمدارس، مما حرم أطفالنا من التعليم. إضافة إلى ذلك، لا تزال هناك مستودعات أسلحة ومواد كيميائية داخل الفوج، مما يشكل خطراً كبيراً على حياتنا."

وأكد عبدو أن غياب الحماية الأمنية أجبر النازحين على تنظيم دوريات ليلية بأنفسهم، مضيفاً: "نأمل أن تعمل الجهات المعنية على ملف العودة إلى مناطقنا بضمانات دولية، لأن وضعنا هنا مأساوي ولا حل أمامنا سوى الرجوع إلى بيوتنا."

أما سامية عبدو، فأشارت إلى سوء الأوضاع الإنسانية بشكل عام، حيث قالت لنورث برس: "لا ماء ولا كهرباء بشكل منتظم، لا فرص عمل، والحرارة خانقة في غياب أبسط وسائل التبريد. نتيجة قلة النظافة، تفشت الأمراض الجلدية بين الأطفال، وكل يوم يزداد وضعنا سوءاً."

في ظل هذه الظروف القاسية، يبقى فوج طرطب شاهداً على مأساة إنسانية جديدة للنازحين من عفرين، الذين وجدوا أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: البقاء في بيئة غير صالحة للعيش أو مواجهة المجهول بعيداً عن أي ضمانات للعودة إلى ديارهم.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: