في الوقت الذي تتحدث فيه الصفحات والمواقع الإعلامية الموالية للنظام عن تدفق آلاف اللبنانيين الفارين من الجنوب إلى سوريا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على حزب الله، تتخذ أجهزة المخابرات على الحدود إجراءات مشددة ضد السوريين المقيمين في لبنان.
تقوم الأجهزة الأمنية بتدقيق أسماء السوريين بدقة لاعتقال المطلوبين أو المنتمين للمناطق التي ثارت على النظام. بينما يدخل اللبنانيون إلى سوريا دون إجراءات معقدة، بل باستقبال رسمي، وهو ما أكدته وسائل الإعلام الموالية للنظام.
أما السوري، حتى لو لم يكن مطلوباً، فعليه دفع 100 دولار عند الحدود ليُسمح له بالدخول، وإلا يُمنع من ذلك. بالأمس، أعلنت وزارة الداخلية التابعة للنظام عن عبور أكثر من 5 آلاف شخص من لبنان إلى سوريا عبر معبر المصنع، مدعية أن بينهم 3 آلاف سوري. لكن ناشطين أكدوا أن السوريين لم يُسمح لهم بالدخول إلا بعد التدقيق الأمني، مما دفع الكثيرين للتردد خوفاً من الاعتقال.
أعلنت محافظة حمص عن تجهيز مراكز إيواء قادرة على استيعاب أكثر من 40 ألف لبناني فار من الجنوب، مع إمكانية تجهيز المزيد. وصرح بشار العبد الله، عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل بحمص، لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، بدخول 830 لبنانياً عبر منفذ جوسيه، ونحو 400 لبناني و80 عائلة عبر معبر مطربا.
كما أعلن نائب محافظ ريف دمشق جاسم المحمود أن المحافظة أنهت استعداداتها لاستقبال القادمين من لبنان، بفتح مراكز الإيواء وتجهيزها.
يُذكر أن لبنان يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري منذ عام 2011، فيما أعلن النظام السوري مراراً أن البنية التحتية والظروف الاقتصادية لا تسمح بعودة هؤلاء إلى بلدهم، في إشارة إلى عدم رغبته في عودتهم.
