الثلاثاء, 22 أبريل 2025 12:17 PM

كنز أثري في الإمارات: اكتشاف مقبرة تعود للعصر الحديدي يكشف أسرار منطقة العين

كنز أثري في الإمارات: اكتشاف مقبرة تعود للعصر الحديدي يكشف أسرار منطقة العين

أعلنت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عن اكتشاف أول مقبرة تعود إلى العصر الحديدي في منطقة العين، يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام. يُرجّح أن تضم المقبرة أكثر من مئة مدفن مع مجموعة غنية من المقتنيات الجنائزية، ما يلقي الضوء على فصل جديد من التراث الغني للدولة.

تُسلّط هذه الاكتشافات الضوء على جهود دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في تعزيز فهم تاريخ شبه الجزيرة العربية ومجتمعاتها القديمة. وتقدّم المقبرة المحفوظة والموثقة بشكل جيّد لمحة نادرة عن الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمنطقة في مرحلة رئيسيّة من مراحل تطوّرها.

شارك فريق متخصص في دراسة العظام البشرية في عمليات التنقيب والحفظ لضمان التعامل مع المكتشفات وفق أعلى معايير العناية. كل المدافن المكتشفة حتى الآن تعرضت لعمليات نهب وتخريب في العصور السابقة، ما أدى إلى تلف البقايا البشرية وتضررها بشكل كبير. وستكشف التحاليل المخبرية عن معلومات تتعلق بالعمر والجنس والصحة، ومن المتوقع أن تسلط تحاليل الحمض النووي الضوء على العلاقات الأسرية وحركات الهجرة في ذلك الوقت.

لعب العصر الحديدي دوراً محورياً في تطوير المناظر الطبيعية لواحة العين. منذ حوالي 3000 عام، أدى ابتكار نظام الفلج إلى استمرارية الاستيطان والتوسع الزراعي الذي خلق مشهداً استثنائياً لواحات العين. اكتشف خبراء الآثار في منطقة العين مجموعة من القرى والحصون والمعابد والأفلاج وبساتين النخيل القديمة التي تعود إلى العصر الحديدي، ومع ذلك، ظل موقع مدافن ذلك العصر وعادات الدفن المتعلقة به غير معروفة حتى وقت قريب.

قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي محمد خليفة المبارك: "هذا الاكتشاف المهم يغير طريقة فهمنا لدولتنا القديمة ويسهم في رفع مستوى الوعي لدينا بعادات الدفن التي تعود إلى العصر الحديدي، ويقدم لنا أدلة ملموسة تقربنا من حياة ومعتقدات وتطور ثقافة السكان الذين عاشوا في هذه المنطقة قبل 3000 عام".

بُنيت المدافن من خلال الحفر بشكل عمودي بعمق مترين تقريباً، ثم الحفر بشكل جانبي لتكوين حجرة دفن بيضاوية الشكل. بعد وضع الجثمان والمقتنيات الجنائزية في غرفة الدفن، يتم إغلاق المدخل بالطوب الطيني أو الحجارة ثم يتم ردم مدخل المدفن. يعزى عدم العثور على مدافن العصر الحديدي في العين إلى غياب علامات المدافن على السطح.

على الرغم من عمليات النهب، عُثر على بعض القطع الصغيرة من المجوهرات الذهبية التي أفلتت من انتباه اللصوص، والتي تشير إلى ما قد تم دفنه من المقتنيات في السابق. تشمل المقتنيات الجنائزية عناصر مزخرفة وغنية، تشكل جزءاً من "حزمة الحياة الآخرة"، التي تظهر حرفية عالية الجودة في مجموعة متنوعة مثل الفخار، والحجر الناعم المنحوت، والأعمال المعدنية. تشمل مجموعات الشرب أوانٍ ذات فوهة وأوعية وأكواب صغيرة، إلى جانب العديد من الأسلحة المصنوعة من سبائك النحاس، مثل رؤوس الرماح ومخابئ رؤوس الأسهم.

عُثر أيضاً على العديد من الأغراض الشخصية الأخرى، مثل حاويات مستحضرات التجميل الصدفية، والقلائد والأساور المصنوعة من الخرز، والخواتم والمشارط.

تم هذا الاكتشاف ضمن مشروع المناظر الجنائزية في منطقة العين الذي انطلق عام 2024، للبحث في العدد المتزايد من مقابر ما قبل التاريخ التي تم العثور عليها أثناء الرصد الأثري لأعمال إنشاء السياج الحدودي، كجزء من التزام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بمواصلة البحث العلمي في مواقع العين المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

في عام 2011، تم إدراج المواقع الثقافية في العين على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، اعترافاً بقيمتها الاستثنائية المتميزة. ويقدم هذا الاكتشاف شهادة على تطور ثقافات ما قبل التاريخ في المنطقة وإدارة المياه في مشهد طبيعي يتميز بالواحات والصحاري والجبال.

مشاركة المقال: