في جريمة حرب مروّعة بحق المدنيين، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة مجزرة في بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، أسفرت عن استشهاد 13 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، نتيجة قصف همجي ومتعمّد استهدف منازلهم.
أفادت مصادر أهلية من بيت جن، في اتصالات مع صحيفة "الوطن"، بأن قوة إسرائيلية توغلت في البلدة قرابة الساعة الرابعة فجراً، تضم سيارة عسكرية وعربات تقل عناصر، بالتزامن مع تحليق طائرات مسيرة إسرائيلية في سماء البلدة. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة مدنيين هم "محمد عكاشة، ونضال عكاشة، وإبراهيم الساعدي" من منازلهم، ما أثار اعتراض الأهالي ونشوب اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين.
وعلى إثر الاشتباكات، بدأت قوات الاحتلال بقصف منازل المدنيين بقذائف المدفعية والهاون والمروحيات، ما أدى إلى استشهاد 11 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من عشرين آخرين، ليرتفع عدد الشهداء لاحقاً إلى 13. وذكرت المصادر أن من بين الشهداء "محمد دعبوس، وباسل كمال، ومحمد الحسن، وإسماعيل كسحوت، وعبد الله كسحوت، وشخص آخر من عائلة السمان، إضافة إلى محمد حمادة وأخ له وزوجته وأولاده" الذين دُمر منزلهم فوق رؤوسهم بسبب القصف.
وأشارت المصادر إلى أن القصف تسبب في حركة نزوح للأهالي من البلدة إلى مناطق آمنة. ونفت المصادر بشدة ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن المعتقلين الثلاثة ينتمون إلى ما سماه "تنظيم الجماعة الإسلامية"، وأنهم يخططون لشن هجمات ضد مدنيين إسرائيليين، مؤكدة أن هذه الادعاءات كاذبة ولا أساس لها من الصحة. وأوضحت أن "محمد عكاشة يعمل في الأعمال الحرة، ونضال عكاشة عاد منذ أشهر قليلة من لبنان حيث كان يعمل هناك، وإبراهيم الساعدي يعمل في رعي المواشي".
وأكدت المصادر أن أهالي بيت جن، كباقي المدن والبلدات والقرى، لديهم أبناء متطوعون في قوى الأمن الداخلي وتشكيلات وزارة الدفاع، مشددة على أنه لا وجود على الإطلاق في بيت جن لما يسمى "تنظيم الجماعة الإسلامية". وأضافت: "حتى لو افترضنا بأن هناك إرهابيين، فنحن نعيش في دولة يوجد فيها قانون ومؤسسات، وهي من تقوم بمكافحة الإرهاب وليس الاحتلال الإسرائيلي".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتوغل فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت جن، حيث قامت في 12 حزيران الماضي باقتحام البلدة واعتقلت 7 أشخاص بزعم انتمائهم إلى حركة "حماس" الفلسطينية، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن، بينما أكدت دمشق أن هؤلاء أشخاص مدنيون. وقبل ذلك بأيام، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي الشاب أنس عبّود، وهو مقاتل سابق في فصائل الثورة السورية، بزعم أنه عنصر في "حماس".
ومنذ إعلان تحرير سوريا من نظام حكم بشار الأسد البائد، في الثامن من كانون الأول الماضي، ينفذ الاحتلال الإسرائيلي اعتداءات جوية على مناطق حيوية في سوريا، وعمليات توغل بشكل شبه يومي في البلدات والقرى والمزارع المحاذية لخط وقف إطلاق النار في محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا. وتدين سوريا على الدوام اعتداءات وتوغلات الاحتلال الإسرائيلي وتطالب المجتمع الدولي بالضغط عليه لوقف ذلك، والانسحاب من المناطق التي توغل فيها منذ الثامن من كانون الأول الماضي.