عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة آخر المستجدات في سوريا، حيث جدد ممثلو الدول التأكيد على أهمية دعم سيادة البلاد ووحدة أراضيها، مع التركيز بشكل خاص على معالجة الأزمة الإنسانية وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
ألقى مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، كلمة أكد فيها رفض الحكومة السورية القاطع لأي محاولات لتقسيم البلاد أو تمرير أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرارها. وشدد على تمسك السوريين بانتمائهم الوطني ووحدتهم على الرغم من التحديات.
وأشار الضحاك إلى استمرار جهود الحكومة لإعادة الأمن وتحسين الأوضاع المعيشية، داعيًا إلى تعزيز التضامن الدولي لدعم القطاعات الحيوية. كما أدان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، معتبرًا إياها انتهاكًا للقانون الدولي. وأكد توافق نتائج تقرير لجنة التحقيق الدولية حول أحداث الساحل السوري مع تحقيقات اللجنة الوطنية المستقلة، مع استمرار جهود حفظ السلم الأهلي وإيصال المساعدات في السويداء.
من جانبه، رحب المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، بتشكيل لجنة لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى انخفاض مستويات العنف في السويداء، وحث جميع الأطراف على إزالة أسباب التصعيد وضمان وصول المساعدات الإنسانية. وشدد على ضرورة الانخراط في عملية انتقال سلمي تحافظ على وحدة سوريا وسيادتها، داعيًا إلى احترام القانون الدولي وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية. كما دعا الحكومة السورية إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية بتدابير حاسمة، مؤكدًا أن نجاح العملية الانتخابية يتطلب شفافية ومشاركة شاملة مع تمثيل عادل للنساء.
بدوره، أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، استمرار الأزمة الإنسانية في السويداء وعموم سوريا، داعيًا إلى زيادة التمويل لدعم التنمية وإعادة الإعمار لتمكين سوريا من الاستغناء عن المساعدات. وطالب بتوفير الرعاية الصحية والمياه والوقود بشكل عاجل، مشيرًا إلى تعرض العاملين في المجال الإنساني لإطلاق نار، ومطالبًا بحمايتهم. وأوضح أن 14% فقط من التعهدات الدولية قد وصلت، محذرًا من توقف الخدمات دون تمويل إضافي.
المندوبة الأمريكية، دروثي شيا، أكدت دعم الولايات المتحدة الراسخ لسيادة سوريا واستقلالها، مرحبة بتشكيل لجان للتحقيق في أحداث العنف وتعاون الحكومة السورية مع الأمم المتحدة. ودعت “شيا” إلى حماية جميع السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم، ومحاسبة أي عناصر أمنية تنتهك القوانين، مشددة على ضرورة إعلاء صوت السوريين بشأن مستقبلهم.
فيما رحبت مندوبة فرنسا بتحسن علاقات سوريا مع دول الجوار، داعية إسرائيل إلى الانسحاب إلى ما وراء خط فض الاشتباك وفق اتفاقية 1974، ومشيدة بالحوار بين دمشق وتل أبيب الذي استضافته باريس.
مندوبة الدنمارك أكدت استمرار تهديد الإرهاب في سوريا، داعية السلطات إلى حماية جميع المواطنين وضمان إجراء انتخابات شفافة بمراقبة دولية، مع حماية العاملين في المجال الإنساني.
كما رحب نائب مندوب المملكة المتحدة بجهود إيصال المساعدات إلى جنوب سوريا وخطوات الحكومة لإجراء انتخابات مجلس الشعب.
مندوب الجزائر أدان إجراءات إسرائيل التي تنتهك سيادة سوريا، ودعا لإجراء انتخابات مجلس الشعب بشكل عادل وشفاف وأكد رفض بلاده كافة أشكال التدخل الخارجي في سوريا.