الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 03:54 PM

مجلس الأمن يتجه إلى دمشق: تحركات دولية لفهم أعمق للواقع السوري

مجلس الأمن يتجه إلى دمشق: تحركات دولية لفهم أعمق للواقع السوري

في خضم التطورات المتسارعة على الساحة الدولية، تبرز سوريا مرة أخرى كعنصر أساسي لا يمكن تجاهله في تحقيق الاستقرار الإقليمي. يتجلى ذلك في تصريحات رئيس مجلس الأمن الدولي لشهر كانون الأول الحالي، المندوب الدائم لسلوفينيا صامويل زبوغار، الذي أكد بوضوح على أن أي حلول متعلقة بسوريا يجب أن تنبع من السوريين أنفسهم.

هذا النهج، الذي يرتكز على احترام السيادة وإعادة الاعتبار للدور الوطني في صياغة المستقبل، يشير إلى قراءة دولية أكثر عمقًا لمكانة سوريا ودورها المحوري في المنطقة. الزيارة المرتقبة لأعضاء مجلس الأمن إلى دمشق، والتي أعلن عنها المندوب السلوفيني، لا تبدو مجرد إجراء بروتوكولي، بل تحمل دلالات على رغبة دولية متزايدة في فهم الواقع الميداني بعيدًا عن التصورات الجاهزة، والاقتراب أكثر من فهم تطلعات المجتمع السوري والتحديات التي تواجهه.

هذه الزيارة، إذا استوفت شروطها من حيث الانفتاح والشفافية، يمكن أن تساهم في إعادة بناء جسور الثقة التي تضررت على مر السنين، حيث شعر السوريون بأن المنظمة الدولية لم تتعامل مع معاناتهم بشكل عادل أو دقيق. اللافت في موقف زبوغار هو تأكيده على أن الشمولية ومعالجة المظالم ومكافحة الإرهاب هي قضايا لا يمكن فرضها من الخارج، بل يجب إدارتها ضمن عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم. هذا الطرح يعيد التأكيد على حق السوريين في تحديد خياراتهم، ويمهد لمرحلة دبلوماسية أكثر توازنًا تقوم على الحوار وليس الإملاءات.

وفيما يتعلق بالدعوات المتكررة لفتح حوار بين سوريا وإسرائيل، فقد أوضح زبوغار أن هذا القرار يخضع لمناقشات أعمق داخل المجلس، وأنه يجب أن ينبع من الأطراف المعنية نفسها، خاصة في ظل تناول ملفات حساسة وتعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي. فالحوار يجب أن يكون من موقع الندية والحفاظ على الحقوق، وليس كوصفة جاهزة تفرض من الخارج.

ويرى مراقبون أن سوريا اليوم أمام فرصة لإعادة تفعيل دورها الدبلوماسي واستعادة مكانتها الطبيعية في المنطقة، استنادًا إلى حقيقة بسيطة مفادها أن استقرار المنطقة يبدأ من استقرار دمشق، وأن الحلول المستدامة لا يمكن أن تُبنى إلا على أساس الإرادة السورية الجامعة.

الوطن

مشاركة المقال: