الأربعاء, 26 نوفمبر 2025 05:55 AM

مرصد الختم يرصد ويُوثّق ظاهرة فلكية نادرة: اختفاء نجم خلف كويكب في سماء الإمارات

مرصد الختم يرصد ويُوثّق ظاهرة فلكية نادرة: اختفاء نجم خلف كويكب في سماء الإمارات

شهدت سماء دولة الإمارات العربية المتحدة، مساء الاثنين، حدثاً فلكياً نادراً تمثل في اختفاء نجم لمدة 28 ثانية. وقد نجم هذا الاختفاء عن مرور كويكب يُعرف بـ (2003 VS2) أمام أحد نجوم مجموعة العيوق الخافتة، فحجبه عن الأنظار.

تمكن مرصد الختم الفلكي، التابع لـ مركز الفلك الدولي، من رصد وتوثيق هذا الحدث الفلكي النادر بدقة عالية. وجاء ذلك في إطار تعاون عالمي شاركت فيه مراصد من أوروبا والمنطقة العربية، وفقاً لما أوردته وكالة “وام”.

أكد مدير مركز الفلك الدولي، محمد شوكت عودة، أن هذه الظاهرة تعتبر من الأحداث النادرة التي لا يمكن رصدها إلا في حال وجود المرصد داخل شريط احتجاب شديد الضيق لا يتجاوز عرضه 530 كيلومتراً. ويمتد هذا الشريط من المحيط الهادئ مروراً بشرق ووسط آسيا وصولاً إلى وسط أفريقيا، وقد شمل عدة دول عربية من بينها الإمارات. وذكر أن مركز المسار مر على مسافة 47 كيلومتراً فقط من مرصد الختم في أبوظبي، مما وفر للمرصد فرصة مثالية لتوثيق الظاهرة بدقة.

وأوضح أن الكويكب المتسبب بالاحتجاب يبلغ قطره 523 كيلومتراً، وكان عند لحظة العبور على مسافة 5.5 مليار كيلومتر من الأرض في مدار يقع خلف كوكب نبتون. وأشار إلى أن لمعانه الشديد الخفوت (19.7 قدر) جعله غير مرئي وقت الحدث، في حين يقع النجم المحتجب على بُعد 4430 سنة ضوئية، مما يبرز دقة الحسابات الفلكية التي اعتمد عليها الرصد.

وبحسب الحسابات الفلكية الدقيقة، بدأ الاحتجاب عند الساعة 11:33:34 مساءً بتوقيت الإمارات، واستمر لمدة 28 ثانية، وهو ما وثقته أجهزة الرصد تماماً كما كان متوقعاً. واستخدم المرصد في عملية الرصد تلسكوباً رئيسياً بقطر 14 إنش تم توجيهه نحو النجم قبل بدء الظاهرة بوقت كافٍ.

تميز هذا الاحتجاب بظاهرة غير مألوفة؛ فبدلاً من اختفاء النجم بشكل فوري، كما يحدث عادة بسبب طبيعة النجوم النقطية، اختفى النجم بشكل تدريجي خلال نحو ثانية واحدة، في دلالة فلكية مهمة على امتلاكه قطراً ظاهرياً يمكن قياسه.

وأشار مركز الفلك الدولي إلى أن الاحتجابات الفلكية تُعد من أهم الأدوات العلمية التي قادت لاكتشاف حلقات كوكبي أورانوس ونبتون، وتحديد أقطار النجوم، وقياس أشكال الكويكبات، وتنقيح مدارات الأجرام السماوية، وصولاً إلى اكتشاف أقمار جديدة حول بعض الكويكبات.

ويواصل المركز إرسال نتائجه إلى الجهات العلمية الدولية ومنها منظمة توقيت الاحتجابات الفلكية في الولايات المتحدة، بحسب “وام”.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: