حذر مسؤولان أمريكيان من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يقود نفسه إلى الدمار ويحول حكومة دمشق إلى "عدو" إذا استمر في شن هجمات على الأراضي السورية.
وفي حديث لموقع إكسيوس الإخباري، أعرب المسؤولان عن قلق إدارة الرئيس دونالد ترامب من أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية إلى زعزعة استقرار سوريا وتقويض فرص التوصل إلى اتفاق أمني محتمل بين الجانبين.
وأوضح المسؤولان، اللذين لم يكشف الموقع الأمريكي عن اسميهما، أن هذا القلق نشأ بعد مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو يوم الاثنين الماضي.
وشهد يوم الاثنين تنفيذ إسرائيل لثلاث عمليات توغل في ريف القنيطرة جنوبي سوريا، كان آخرها بعد تصريحات أدلى بها ترامب في إطار جهود التهدئة بين الجانبين.
وأشار المسؤولان إلى أن البيت الأبيض لم يتم إبلاغه مسبقًا بالهجوم على سوريا، وأن إسرائيل لم توجه تحذيرًا لدمشق عبر القنوات العسكرية، كما فعلت في السابق.
وأكدا أن الإدارة الأمريكية تحدثت مع نتنياهو لحثه على وقف الهجمات، محذرين من أنه "إذا استمر نتنياهو على هذا المنوال، فسيدمر نفسه ويفوت فرصة دبلوماسية مهمة، ويحول الحكومة السورية الجديدة إلى عدو".
وكان ترامب قد طالب إسرائيل يوم الاثنين بالحفاظ على "حوار قوي وحقيقي" مع دمشق، وضمان عدم حدوث "أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة".
وقال ترامب في تدوينة على منصته "تروث سوشال": "من المهم جدا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة".
وفي يوم الجمعة، توغلت دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبي سوريا، مما أدى إلى اشتباك مسلح مع الأهالي، أسفر عن إصابة 6 عسكريين إسرائيليين بينهم 3 ضباط.
وعقب ذلك، ارتكبت إسرائيل ما وصف بأنه مجزرة انتقاما من أهالي البلدة الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، عبر عدوان جوي أسفر عن مقتل 13 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين.
وتصاعدت مؤخرا انتهاكات إسرائيل في القنيطرة، حيث يشتكي سوريون من التوغلات في أراضيهم الزراعية التي تمثل مصدر رزقهم الوحيد.
وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية ـ سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب تل أبيب من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وعلى الرغم من أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، تواصل إسرائيل تنفيذ توغلات برية وغارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر للجيش السوري. (ANADOLU)