الإثنين, 24 نوفمبر 2025 08:48 AM

مصير سوريا في كأس العرب على المحك: 90 دقيقة تفصلها عن الحلم

مصير سوريا في كأس العرب على المحك: 90 دقيقة تفصلها عن الحلم

عنب بلدي – جلال ألفا - تتجه أنظار عشاق الرياضة السورية إلى استاد "حمد الكبير" في قطر، حيث ستجري في 25 تشرين الثاني الحالي، المواجهة الحاسمة في الملحق المؤهل لكأس العرب بين سوريا وجنوب السودان. يصف السوريون هذه المباراة بأنها "أكون أو لا أكون"، لأهميتها في ضمان مشاركة قوية في البطولة، في وقت تحتاج فيه الكرة السورية إلى تأهل يعيد الثقة ويثبت الذات عربيًا.

تستعرض عنب بلدي، بالتعاون مع متخصصين، أهمية المباراة وضرورات التأهل، بالإضافة إلى أبرز الصعوبات ومفاتيح الفوز، خاصة في ظل الغيابات المؤثرة في صفوف المنتخب.

بوابة لمواجهة التحديات المقبلة

يرى المدرب طارق جبان أن مباراة جنوب السودان تمثل فرصة لتعويض الإخفاق في تصفيات كأس العالم، والاكتفاء بالتأهل لكأس آسيا. وأكد جبان لعنب بلدي أن الفوز سيمنح المنتخب الثقة اللازمة لدخول منافسات كأس العرب بمعنويات مرتفعة، وستكون هذه المعنويات والدروس المستفادة حافزًا قويًا قبل خوض منافسات كأس آسيا 2027.

وأضاف أن بطولة كأس العرب يجب أن تُستغل كبوابة لإعداد المنتخب، وتمكين المدرب من وضع التشكيلة المثالية واختيار اللاعبين المميزين استعدادًا للتحديات المقبلة في كأس آسيا. ويؤكد المدرب أحمد عزام على أهمية المباراة، مشددًا على ضرورة الظهور السوري في هذا المحفل العربي الذي يحمل قيمة رياضية ومعنوية كبيرة. من جانبه، شدد الصحفي هاني سكر على أهمية التأهل لتفادي خيبة جديدة، قائلًا إن الغياب عن البطولة سيكون ضربة معنوية قاسية، خاصة بعد الإخفاق في تصفيات المونديال.

مفتاح الفوز والتأهل

يرى المدرب أحمد عزام أن مفتاح الفوز والتأهل يكمن في تقديم مباراة على مستوى عالٍ، واللعب بروح جماعية وانسجام واضح. وأشار إلى وجود ارتباك في عملية استدعاء اللاعبين إلى المنتخب، ما يؤثر في ثبات المجموعة وانسجامها داخل الملعب. ونوه عزام إلى أن المنتخبات الكبيرة تحافظ على تشكيلتها الأساسية لسنوات، وهذا ما نأمل أن يتحقق لدينا.

بالنسبة لطارق جبان، يكمن مفتاح الفوز في الإرادة القوية لدى اللاعبين، لأن المباراة بمثابة نهائي مبكر للبطولة. أما هاني سكر، فيرى أن المفتاح يكمن في الاستفادة من الكرات الثابتة وسرعة الارتداد. ويعتقد الباحث الأكاديمي والمحلل غيفارا الخطيب أن فهم الخصم وتحديد نقاط ضعفه وكيفية استغلالها هما مفتاح الفوز. وأضاف الخطيب لعنب بلدي أن المنتخب المقابل ليس قويًا، ومعظم لاعبيه ينشطون في الدوري المحلي، ونتائجه متواضعة.

وعن الغيابات في صفوف المنتخب، قال طارق جبان إن ذلك لا يشكل سببًا مقنعًا لعدم التأهل، ومن المفترض أن يكون المدرب خوسيه لانا قد وضع جميع السيناريوهات والخيارات الممكنة. وأضاف أن لدينا لاعبين جيدين، سواء كانوا محترفين أو مغتربين أو محليين، وكان يجب تجهيزهم من جميع النواحي. وأكد أحمد عزام أن الجميع يعرف أن هذه البطولة تقام خارج أيام "فيفا"، ما يؤثر على إمكانية استدعاء المحترفين. ويرى هاني سكر أن المشكلة الأساسية هي تعويض الغيابات بلاعبي الدوري السوري الذي لم ينطلق بعد، بينما يرى غيفارا الخطيب أن منتخب سوريا وصل إلى مرحلة تراكمية ممتازة، وبات يمتلك فريقين جاهزين.

لدينا خزان بشري قوي، وعمق في الخيارات، وقدرة واضحة على التفوق مهاريًا، وهذا يجعل تأثير الغيابات محدودًا جدًا.

غيفارا الخطيب

باحث أكاديمي ومحلل في الشأن الرياضي

شخصية المنتخب

يرى أحمد عزام أن المدرب لا يملك "استراتيجية" واضحة وثابتة، معتبرًا أن المنتخب يفتقد إلى الشخصية الواضحة داخل الملعب. وأضاف أنه رغم مرور قرابة عام ونصف على تولي لانا مهمة تدريب المنتخب، لا يزال يتحدث عن أنه في مرحلة تجريب مستمرة.

يعيش المنتخب حالة ارتباك إداري بعد غياب اتحاد كرة قوي منظم، خاصة بعد استقالة اللجنة الاستشارية من أجل خوض انتخابات اتحاد الكرة، الصورة لا تزال ضبابية، وهذا ينعكس مباشرة على المنتخب.

أحمد عزام

مدرب كرة قدم

ونوه عزام إلى أن هذه العوامل تؤثر في التزام اللاعبين. ويرى طارق جبان أن "بصمة خوسيه لانا غير واضحة ومفهومة" حتى هذه اللحظة، مشيرًا إلى أن هوية الفريق لم تكن ثابتة. وقال الصحفي هاني سكر، "إن نظرنا إلى القائمة سنجد أن قسمًا كبيرًا منها هو من لاعبي الدوري، الذي تفشل فرقه في تخطي ملحق كأس التحدي الآسيوي".

نملك على الدكة مدربًا عرف كيف يتعامل مع المباريات الإقصائية بجودة عالية، وحقق مع منتخب بلاده بطولة أوروبا للشباب، يمكن أن يكون لانا الشخص الأنسب لتحفيز اللاعبين الشباب للتعامل مع مباريات من هذا النوع.

هاني سكر

صحفي رياضي

أما غيفارا فقال، "المدرسة الإسبانية التي انتظرها الجميع مع المدرب الحالي لم تظهر ملامحها حتى الآن بسبب التشكيل المختلف في كل توقف، على عكس هيكتور كوبر الذي بنى منظومة دفاعية".

مباراة "أكون أو لا أكون"

يرى المدرب طارق جبان أن المباراة تتطلب التعامل بجدية عالية، وثقة كاملة، وذكاء من اللاعبين، لأن أي خطأ قد يكون غير قابل للتصحيح. وأضاف أنه يجب أن نتعامل مع المباراة وفق الواقع والظروف الحالية ومع اللاعبين المتاحين، مع مراعاة اختيار أفضل تشكيل، بعيدًا عن النظر إلى الأسماء فقط. وشدد على أن التركيز على الأسماء قد لا يمكننا من التأهل، لذلك ينبغي أن نركّز على الفاعلية والاستفادة من اللاعبين الشباب وعناصر الخبرة.

جبان أشار إلى أن مشكلة المنتخب تكمن في الخط الدفاعي، وأن المنتخب مميز عند اللعب بدفاع المنطقة، لكن عند فقدان الكرة في ملعب الخصم تصبح عملية الدفاع الفردية والجماعية غير جيدة، لذلك من الضروري الحفاظ على التركيز والتميز في الخط الأمامي لأن المنتخب يمتلك عناصر مميزة قادرة على خلق الفرصة بفضل موهبتها وخبرتها.

ويعتقد جبان أن المباراة لن تكون سهلة على الإطلاق، وأن المنتخب سيتعرض لضغط كبير، "ضغط نفسي قبل أي ضغط فني أو تكتيكي". وأضاف أن المباراة ستكون صعبة، لأننا سنواجه فريقًا شرسًا وقويًا وسريعًا، وهو ما يميز الكرة الإفريقية دومًا، ويجب على لاعبي منتخب سوريا أن يكونوا مستعدين لمواجهة هذا التحدي القوي. وأكد المدرب أحمد عزام أن المباراة لن تكون سهلة، لأن جنوب السودان يمتلك لياقة بدنية عالية، ويتقن اللعب عبر الكرات الثابتة، ويضم عددًا من اللاعبين طوال القامة. وشدد على أهمية التحضير الجيد للمباراة ودراسة الخصم بشكل دقيق.

سجل سوريا في كأس العرب

تضم بطولة كأس العرب مجموعة من المنتخبات القوية، وقد وضعت القرعة المنتخب السوري في مجموعة صعبة إلى جانب قطر المستضيف ومنتخب تونس، إضافة إلى الفائز من مواجهة فلسطين وليبيا، والفائز من مواجهة سوريا وجنوب السودان. وسبق للمنتخب السوري أن شارك في بطولة كأس العرب سبع مرات، وحقق الوصافة في ثلاث نسخ. لعب في مجموع مشاركاته 28 مباراة، فاز في 11 منها، وخسر في مثلها، وتعادل بست مباريات، وسجل 38 هدفًا واستقبل 32 هدفًا. آخر مشاركة للمنتخب السوري في بطولة كأس العرب كانت بالنسخة الماضية التي استضافتها قطر، حيث ودع المنتخب المنافسات من دور المجموعات بعد خوضه ثلاث مباريات.

مشاركة المقال: