تداولت وسائل التواصل الاجتماعي أخبارًا حول احتمال هدم ملعب "العباسيين" في دمشق وتحويله إلى موقع استثماري. كان الملعب قد تضرر بشكل كبير خلال سنوات الحرب، حيث استخدمته قوات النظام السابق كقاعدة عسكرية، مخلفة وراءها آثار القذائف والذخائر.
أكد ناصر الخطيب، مدير المكتب الإعلامي في وزارة الرياضة والشباب، في تصريح لعنب بلدي، أن ملعب العباسيين "لم يعد يفي بالمعايير الدولية"، مما أدى إلى طرح موقعه للاستثمار. وأشار إلى أن إعادة إعمار الملعب ستكون "باهظة جدًا" نظرًا لحجم الأضرار التي لحقت به.
وأوضح الخطيب أن الحرب تسببت في أضرار جسيمة للملعب، مما يجعل ترميمه أمرًا صعبًا للغاية، حيث أصبحت أرضيته غير صالحة لأي نشاط رياضي. وفيما يتعلق بالخطط الاستثمارية، ذكر الخطيب أن الملعب مطروح "للاستثمار" وأن الخطط الحالية قيد الدراسة. ولم يفصح عن تفاصيل الاستثمارات المقترحة، مشيرًا إلى أن التفاصيل ستُحدد لاحقًا في دفتر شروط يُقدم للمستثمرين.
وكان الخطيب قد أوضح سابقًا أن المشروع المقترح للملعب سيكون متعدد الاستخدامات، ولا يقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل يشمل أيضًا عناصر ثقافية وتجارية، بالشراكة مع القطاع الخاص عبر نماذج استثمارية مثل "BOT" و"PPP"، مع الحفاظ على الملكية العامة للموقع وتحقيق فوائد مجتمعية واقتصادية.
نموذج "BOT" هو أحد أشكال الاستثمار التشاركي بين القطاعين العام والخاص، ويُستخدم في تطوير الملاعب والصالات والأكاديميات الرياضية، بحيث تبقى ملكية المنشأة للدولة، بينما تُدار لفترة محددة من قبل المستثمر لتحقيق عائد اقتصادي ورياضي.
أما نموذج "PPP"، فيتم من خلال اتفاق شراكة يحدد الحقوق والواجبات وتقاسم المخاطر والمنافع بين القطاعين العام والخاص، مع بقاء القطاع العام مالكًا للمشروع ومشاركة القطاع الخاص في التمويل والإدارة والتشغيل.
تاريخ ملعب العباسيين
يعد الملعب رمزًا من رموز دمشق، حيث يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1957. تم اختيار موقعه لتسهيل الوصول وتخفيف الازدحام الجماهيري، كما أنه أقرب ملعب دولي إلى مطار دمشق، مما يجعله مميزًا لاستضافة المباريات والبطولات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يُعد من أكبر الملاعب في سوريا، ويتسع لأكثر من 30 ألف متفرج، وكان الملعب الرسمي لنادي الوحدة الدمشقي قبل إغلاقه. وخلال الثورة السورية، تحول الملعب إلى قاعدة عسكرية استخدمها النظام السابق لإطلاق القذائف على دمشق وريفها.
أرضية تالفة وخارج التصنيفات الدولية
أوضح ناصر الخطيب أن "الأضرار التي لحقت بالملعب لم تكن سطحية، بل إن أرضية الملعب لم تعد تصلح لأي نشاط رياضي، والبنية التحتية تضررت بالكامل". وأضاف أن الملعب استُخدم خلال سنوات الحرب كثكنة عسكرية، مما فاقم حالته. استعانت الوزارة بخبراء محليين ودوليين لتقييم الملعب، وخلصت الدراسات إلى أنه لم يعد يفي بالمعايير المطلوبة لاستضافة مباريات تحت مظلة الاتحادات الدولية، مما جعله خارج قائمة الملاعب المؤهلة حاليًا.