الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 09:06 PM

معرض "ألوان من قلب الركام" في تلبيسة: الفن ينتصر على آثار الحرب

معرض "ألوان من قلب الركام" في تلبيسة: الفن ينتصر على آثار الحرب

احتضن المركز الثقافي في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي معرضًا فنيًّا استثنائيًّا بعنوان "ألوان من قلب الركام" يومي 14 و15 تشرين الأول 2025. وقد قامت مديرية الثقافة في حمص بتنظيم المعرض بالتعاون مع وزارة الثقافة السورية والمجتمع المحلي.

فنٌّ من رحم المعاناة

جسّد المعرض تعبيرًا بصريًّا عميقًا عن الألم والنهوض، حيث قام فنانون من مختلف الأعمار، من الأطفال الناشئين إلى المحترفين، بتحويل تجاربهم مع الحرب والتهجير والدمار إلى لوحات تنبض بالحياة من بين الركام. وذكر محمد سعيد جبوري، معاون مدير المركز الثقافي في تلبيسة، أن المعرض يجسد جهود وزارة الثقافة لدعم الفن كوسيلة للتعبير والتعافي النفسي، خاصة في المناطق التي عانت من ويلات الصراع. وأضاف أن تلبيسة، التي شهدت سنوات من التوقف الثقافي بسبب الظروف الأمنية، تعود اليوم لتنير من جديد من خلال الفن.

مشاركة واسعة ومتنوعة

ضم المعرض أكثر من 150 لوحة فنية بمشاركة فنانين محليين من تلبيسة وريف حمص، بالإضافة إلى فنانين من خارج المحافظة وطلاب معهد صبحي شعيب التابع لمديرية الثقافة، ومجموعات من الأطفال والشباب الذين تدربوا في ورش فنية أشرفت عليها المديرية. الأعمال الفنية تنوعت بين الفردية والجماعية، وشملت أساليب فنية مختلفة كالواقعية والتجريدية والتعبيرية والانطباعية، وغطت مجموعة واسعة من المشاعر والرؤى. وتناولت اللوحات رموز الثورة، وشهداء تلبيسة، ومعاناة النزوح، ومشاهد الدمار، وملامح إعادة الإعمار، والهوية الثقافية، والانتماء إلى الأرض، إضافة إلى لوحات تجسد الحياة اليومية.

الفن جزء من بناء الإنسان

أوضحت الفنانة التشكيلية وفاء النجار أن مشاركتها في المعرض نابع من إيمانها بأن الفن جزء من بناء الإنسان. وأضافت أن المعرض يهدف إلى إعادة الحياة إلى المكان والتأكيد على أن الدمار لا يمكن أن يطفئ الحياة، وأن وجودهم في تلبيسة هو دليل على أن المدينة ما زالت تنبض بالحياة وأن أبناءها قادرون على إعادة بناء ما تهدم. وشاركت النجار بـ 10 لوحات، منها لوحة تعبيرية عن فلسطين، ولوحة بعنوان "حمص بين الدمار والبناء"، بالإضافة إلى أعمال انطباعية تجسد جمال الطبيعة.

رسالة واضحة: الجمال يولد من قلب الركام

يهدف المعرض إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أن الفن باقٍ رغم كل شيء، وأن الجمال يولد من قلب الدمار. كما أنه تأكيد على قدرة الإنسان السوري على النهوض من جديد والتمسك بالحياة والثقافة والهوية.

معارض قادمة وخطط ثقافية أوسع

أكد جبوري أن هذا المعرض يندرج ضمن خطة لمديرية الثقافة في حمص لإقامة معارض دورية في المراكز الثقافية بريف حمص الشمالي وغيرها من المناطق التي بدأت تستعيد نشاطها الثقافي تدريجيًّا. ويجري التحضير لإطلاق مبادرات فنية مماثلة في الأشهر القادمة، بهدف تمكين الشباب وتنمية مواهبهم. في تلبيسة، يثبت الفنانون أن الفن قادر على إعادة بناء ما هدمته الحروب.

مشاركة المقال: